يتوّه المرء وهو فوق أرضه..
يمشي لوجهات لا يعرفها بحثاً عن الوقوف وهو يقف.
تتخلل طاقتهُ أصابعه وهو يلمها ويعجز..
يحشو كل منا بعضه ليكون أكثر ارتكازاً
لكن غالباً ما يسقط..
أو قد يتلاشى كل منا عن نفسه وهو لاينتبه..
لقد وصلت لمرحلة بأن يلمسني المنامُ
قبل واقعي معك..
وأن أشعرك حلماً قبل الحقيقة..
لك أن تتخيل إنني أعرفك لهذه الدرجة..!
غير أني كنتُ أراك في ذلك المنام جامحاً فذا
لقد كان مناماً حالكاً..
في وسط جفن حالك..
وليل حالك ...!
لقد كنتُ في ظلمات ثلاث..
ليل وجفن ومنام..
حتى أتى الصُبح وفلقه باليقظة..
التي أيقظت شكراً طويلاً على صوتي بأنه حلم..!
وقتما أضيع من جسدي أشعر بالبرد المبطن
فروحي طالما كانت دافئة..
تلفني لف الشمس في ذاتي حتى تخرج عن هذا..
وأنا روحي لا تتخلَّى عن دفئها مطلقاً..
إلا أن تملص منها..!
أخشى أن يكون كل ما يمر بي هالك..
فتهلك معه أيامي وتخفق طموحاتي ويتطاير شغفي..!
أخشى أن تمر الحياة مرور اللئام..
فتأخذ معها كل شي عداي..
فألبث وحدي دون حياة ودونك ودون الكرام..
فأنا وقتما أجتثثتك من تلك الأرض اليابسة
أخذ مني ذلك نصف قلبي ونصف عقلي ونصف عمري..
فلم تكن يوما هيناً ليناً..
لكن سُقيا العطف الذي صببته أخضع لي صلابتك..
فلا تعتقد بأن ما أدافع عنه لايستحق..!
فلاتحقرن من الحب شيئا أبدا..
وأنا وأن كنت لاتعلم أراك خاصتي التي سعيت لها ومن أجلها..
ووجهتي التي أضعتها..
وفصولي الماطرة..
ومحاصيل أوقاتي..
وفلكي ومحور الكون في عيني ونجمتي..
ولهذا تضيع علامات رشدي وإرشادي في غيابك
فلا طريق لتائه دون نجمة..!
وأفقد طاقتي رغم محاولتي لعدم فقدها..
فلا طاقة لمحب دون راحة..!
فكل شيء تضيئه الشمس في عين النهار «حالك»
وقتما يكون الوجود ليس على ما يرام..!
** **
- شروق سعد العبدان