حين قرأت موضوع حول إهداءات الكتب المنشور في ملحق الثقافية العدد 698 والخاص بما أورده الأستاذ قاسم الرويس من رؤيته لأحد كتبه التي أهداها لأحد الأكاديميين معروضة للبيع في متجر للكتاب المستعمل، عادت بي الذاكرة إلى أحد الملتقيات الأدبية التي حضرت إليها قبل سنوات وحيث أنني كنت آخر المغادرات لاحظت أثناء خروجي من غرفتي بالفندق بالممر أن عمال تنظيف غرف النزلاء قد جمعوا عدداً من الكتب التي أخرجوها من غرف بعض ضيوف وضيفات الملتقى وفي طريقها إلى الإلقاء في سلال النفايات للأسف الشديد وساءني جداً أن يكون هذا مصيرها فطلبت منهم أن يحضروها لي إلى غرفتي، وكانت الصدمة الأخرى أن بعضها عليها إهداءات في الصفحة الأولى قدمت من المؤلفين لتلك الكتب إلى بعض الحاضرين والمشاركين للملتقى بخط أيديهم وتوقيعاتهم، وكانت الإهداءات لأسماء حاضرة في المشهد الثقافي والأدبي والمفترض أنهم يعرفون قيمة هذه الكتب المهداة إليهم والاحتفاظ بها تقديراً وتوقيراً ولكن للأسف هذا لم يحصل منهم بل العكس والمحزن أن هؤلاء يتحدثون عن المثل والأخلاقيات على منصات الملتقيات الأدبية والثقافية وفي كتاباتهم ومقالاتهم وأحاديثهم وهم بعيدون كل البعد عن تطبيقها.
إنني كلما رأيت هذه الكتب والمؤلفات في مكانها الخاص من مكتبتي، وأسماء وتوقيعات الإهداءات أشعر بالحبور وأتذكر ضياع قيمة الكتاب عند من يدعون أنهم أهله، الذين يمثلون بحق تشوهاً بصرياً للثقافة والمثقفين.
** **
- ثريا زكريا بيلا