إبراهيم بن سعد الماجد
قد يكون عنوان هذه المقالة غير منطقي!
فمن السائد أن الجميع يحب أن يكون قدوة.. قدوة لأولاده، وقدوة لزملائه، وقدوة حتى لمن لا يعرفه.
هذه حقيقة، لكن الواقع يقول: إننا صرنا نخجل من أن نكون قدوة!
نقرِّب الصورة أكثر، ما هو حاصل في مناسباتنا الاجتماعية، سواء منها الرجالية أو النسائية في غالبه (قدوة غير حسنة)!
فالإسراف والمبالغة، وتضخيم الذات، بات هو السائد، وإذا ناقشتهم لا تجد عندهم القناعة بما فعلوه، ولكنهم يرجعون ذلك إلى (هكذا يفعلون الناس)!
هنا تبرز مسألة خجلنا من أن نكون قدوة!
النساء دائمًا حجتهم.. ماذا يقول الناس؟ وهي حجة لا شك داحضة، فلم نسمع يومًا أن من راعى نعمة الله عليه وجعل مناسبته في إطارها المعقول، أن الناس انتقدوه! بل إن الثناء عليه، والدعاء لهم هو ما يتردد.
في مناسبات الزواج التي كانت في السابق تأتي في شكل وليمة عرس فقط، الآن جاءت في مراحل ثلاث وربما أربع:
1- خطبة
2- ملكة
3- شبكة
4- زواج
وربما خامسة (توديع العزوبية)!
وهذا لا شك أنه مرهق، ماديًا وجسديًا.
هنا تبرز أهمية القدوة، وهذه القدوة يجب أن تأتي من القادرين، وليس من غيرهم، فهم الذين جلبوا هذه الأعباء للمجتمع، وعليهم الآن الإحجام عنها، علهم يكونون قدوة صالحة للمجتمع.
أعباء صرف أهل البنت صارت كبيرة ومرهقة جدًا، ربما تفوق صرف الرجل، بل بالتأكيد تفوقه!
إن هذه الأموال الطائلة التي تنفق خلال ساعات معدودة، تعد من الإسراف الذي ذمه الله سبحانه وتعالى في كتابه بقوله: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ وكفى بالإسراف ذمًا إن الله لا يحب من أمتهنه!
مقولة زواج بنتي لا بد أن يكون أفضل زواج! فينفق عليه مئات الألوف، ولا أريد أن أُكذب فأقول ملايين، وإلا هذا واقع بكل أسف!
نحن أمة القدوة فما بالنا نخجل من أن نكون قدوة؟!
عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (إنَّ مِن يُمنِ المرأةِ تَيسيرَ خِطبتِها، وتَيسيرَ صَداقِها، وتَيسيرَ رَحِمِها)، وما هو حاصل اليوم ينافي التيسير بتاتًا! وهذه حالة لا تبشِّر بخير، فالزواج تحديدًا لا كرنفال ترفيه! وإنما فرحة تأسيس أسرة، فلماذا يبدأ التأسيس بما ذمَّه الله؟ وبما يرهق هذه الأسر؟
تكلّمت عن القدوة في الزواج، وإلا هناك الكثير من المظاهر التي تحتاج ممن يعتبر قدوة أن يكون قدوة في فعلها أو تجنبها، بما يعود على المجتمع بالخير.
لقد نجحنا في تغيير بعض الأنماط المجتمعية، لكننا حتى الآن لم نجرؤ على المساس بهذه المظاهر غير الحضارية!
فمن يا ترى يشعل القنديل؟