ميسون أبو بكر
الحياة الطبيعية التي عاشتها المملكة قبل الثمانينيات عادت لسابق عهدها دون غلو وتطرف في ظل دولة تحفظ الحقوق وتحترم الإنسان وحقوقه المشروعة، وفي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي عرف عنه الصلاح والتقوى والحزم والعزم ثم ولي عهده الأمين الذي وضع الأمور في نصابها وقاد المملكة لما يجب أن تمضي إليه، والذي آمن أن المملكة جزء من العالم وليس بمعزل عنه، ووضع الشباب حيث يجب أن يكون بهم المكان واثقاً أنهم عماد الرؤية وزادها.
وإن كانت الفعاليات الترفيهية الفنية والثقافية جزءاً من متطلبات الحياة وضرورة إنسانية خاصة وحقاً من حقوق الإنسان وأنها لتسير جنباً إلى جنب مع اهتمامات الدولة الأخرى؛ فإن هناك من لم يسرّه الازدهار الاقتصادي للمملكة وخططها التي تمضي إليها، وهو نفسه عدو الأمس الذي كان يدعو لانفتاح المملكة وادّعي المطالبة بحقوق المرأة وهو اليوم يتناقض مع أقواله ويكشر عن غيظه وحسده، ويحرّم على أبناء المملكة ما يعتبره حلالاً لغيرهم.
هناك من يحاول شيطنة شبابنا وإظهارهم بما لا يليق بهم من خلال تضخيم ورصد بعض التجاوزات القليلة في الفعاليات الترفيهية التي حضورها بمئات الآلاف والتي تم القبض بوقت قياسي ومهارة على مرتكبيها من قبل جهاز الأمن الذي هو بالمرصاد لكل مخالف ومتجاوز، فتقوم الجهات المغرضة بنشر المقاطع على نطاق واسع واستثارة البعض لكسب نعيقهم ومعارضتهم لتوجه هيئة الترفيه، ثم إثارة الرأي العام في الخارج بأن هذه النشاطات الترفيهية لا يجب أن تقام على أرض المملكة بحجة أنها بلاد الحرمين، ولعلي أقتبس تعليق الدكتور تركي الحمد ردًا على هؤلاء: «السعودية كيان سياسي اسمه المملكة العربية السعودية.. أما الحرمان فهما مكة والمدينة.. وكلاهما له حدود حددها الشرع أما خارج هذه الحدود فهو الكيان السياسي.. كأي كيان سياسي في هذا العالم.. له أن يمارس دوره كدولة.. وللحرمين احترامهما».
نهج هذه البلاد واضح وعبارة ملكها سلمان بن عبدالعزيز بيّنة «بأنه لا مكان فيها لمتطرف أو منحل» وإن بها من الأنظمة والقوانين ما يكفي لردع المذنبين والمتجاوزين والمخالفين للأنظمة، ثم الأنظمة المحدّثة وقانون مخالفة الذوق العام بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن يخطئ فهو ينال الجزاء الذي يليق بفعله.
الدولة التي تمضي قدماً نحو مستقبلها ونحو غد مشرق لا تغفل أن يوازي تقدمها ما يضمن أمنها واستقرارها، ولعل آخر المستجدات توجه توظيف النساء في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للاستفادة من جهودهن في أعمال التوجيه والإرشاد وهو أمر يضاف للجهود المبذولة.وأود أن أشير إلى تحذير معالي المستشار رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ لكل متجاوز ومسيء أن الجهات المعنية ستكون له بالمرصاد والكاميرات وقوى الأمن في كل مكان ترصد كل صغيرة وكبيرة.
كل فرد في المجتمع معنيّ بما يحدث اليوم فهو شريك في نجاحه وهو رقيب على نفسه حريص على الآخرين بعيد عن الإساءة -بإذن الله- ومن أساء الأدب لحقته العقوبة.