سهوب بغدادي
فيما تهدف الهيئة العامة للترفيه لتنظيم وتنمية قطاع الترفيه في المملكة العربية السعودية وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لكافة شرائح المجتمع وأطيافه في كل مناطق المملكة، بغية تحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية النشاطات الترفيهية، كل ذلك بالتماشي مع رؤية 2030، إذ يعمل قطاع الترفيه في أية دولة على دفع عجلة التطوير على المستويين الاجتماعي والاقتصادي عن طريق تمكين قطاع مستدام وطموح قابل للازدهار، فضلاً عن السعي إلى تطوير وتمكين قطاع ترفيهي متميز من خلال اتجاه استراتيجي واضح وإطار تنظيمي وتقديم خدمات إبداعية مبتكرة، لتحسين جودة الحياة الخاصة بالفرد والمجتمع والسعي الدؤوب لتنظيم وتطوير قطاع الترفيه، وتنويع الخيارات الترفيهية المتاحة؛ بهدف دعم وتنويع مصادر الاقتصاد الوطنية بمعزل عن الموارد المعتادة كالنفط ومشتقاته، في هذا الصدد، يعد قطاع الترفيه مقترن بشكل مباشر بالقطاع السياحي.
ومما لا شك فيه أننا لمسنا خلال السنوات القليلة الماضية الثورة السياحية في مختلف مناطق المملكة بالتزامن مع قطاع الترفيه، كما يتضح التنسيق بين القطاعين والكيانات الفاعلة والمتداخلة في هذا المجال، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من كل قطاع على حدة وبشكل كلي تباعًا، حيث لفتني إعلان الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالشراكة مع الخطوط السعودية عن انطلاق رحلة «متحف السماء» من مدينة الرياض إلى العلا، ليعد أول متحف طائر في العالم، ولا يخفى عليك عزيزي المطلع أن للثقافة والفن دوراً حيوياً في عكس صورة وهوية الوطن وشعبه للعالم الخارجي، حيث عبَّر الموسيقار المخضرم عمر خيرت أثناء إحياؤه عرضه الموسيقي في مدينة الرياض بأنه قام بتأليف مقطوعة موسيقية خاصة بالمملكة العربية السعودية، وسيقوم بالإعلان عن إطلاقها في منطقة العلا التاريخية، إنه أمر جميل باعتبار أن المملكة مؤثرة في كافة النطاقات البارزة في وقتنا الحالي.. ولقد شهدنا حضور خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله وأمده بالصحة والعافية- في القمة المنعقدة الأسبوع الماضي في روما، حيث طرح القادة مرئياتهم وأبرز القضايا والتحديات التي يواجهها العالم عقب تفشي فيروس كورونا، والالتفات إلى ملف البيئة والمناخ، حيث تعمل المملكة بشكل استباقي للأهداف العالمية على سبيل المثال من خلال إطلاق مبادرة السعودية الخضراء قبيل انعقاد قمة روما، وذلك ليس الشأن الوحيد بل نجد المملكة تعمل بحس ريادي على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والإغاثية والثقافية.
إن ما نراه من عمل تكاملي بين الكيانات الجوهرية في البلاد أمر يدعو للفخر والتطلع للقادم الذي سيكون أجمل وأكمل بإذن الله القدير. حقاً لدينا شغف لا متناهٍ عما ستكون عليه المملكة في عام 2030، فما نعيشه اليوم يعبر عن قفزات في سياقات عديدة سياسية واقتصادية ومجتمعية وما إلى ذلك.