بسام طيبي خبير سوري في مجال العلوم السياسية مقيم في ألمانيا منذ عام 1962م وأصبح مواطناً ألمانياً في عام 1976م ولد في دمشق عام 1944, وهو أستاذ السياسة والتاريخ الإسلامي المعاصر في جامعة غوتينعن، يعتبر من أكثر المروجين في الوسط الأكاديمي لصراع الحضارات الذي استشهد به الكاتب الألماني هارالد مولر في كتابه (تعايش الثقافات) وهو كتاب مضاد طبعاً لكتاب صمويل هنتنتجتون (صدام الحضارات) حيث قال إن بسام طيبي لا يرى أن الضغينة بين العرب والمسلمين من جهة، والعالم الغربي من جهة مقابلة، أنها تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وإنشاء ما يسمى (إسرائيل) ودعمها بلا حدود، بل إنه يراها تعود إلى أسباب تاريخية أكثر عمقاً، فأوروبا هي التي وقفت في وجه التوسع الإسلامي ووضعت له حداً في العصور الوسيطة، وعليه فلا مبرر الآن لشعور بعض المثقفين في الغرب بالذنب تجاه العرب والمسلمين، وهذا ما صرح به لمجلة (فكر وفن) الألمانية عقب أحداث نيويورك (2001). ولن أتوقف عند هذا الرأي بل سوف أعرض رأياً آخر طرحه في موقع (الهولوكسوت) المهتم بمعاداة السامية حيث يقول:
وكما تعرفون، تختلف طريقة تفكير الإسلاميين عن النازيين فيما يتعلق بمعاداة السامية، ولكن تتشابه مواقفهم. لذا، إذا أقدمت على تجريد مجموعة من البشر من إنسانيتهم كما يفعل الإسلاميون عندما يجردون اليهود من إنسانيتهم حتى إذا لم يصرّحوا برغبة في قتلهم، فإن ذلك التجريد من الإنسانية يُعد جريمة في حد ذاته.
لا أدري كيف يمكن تقبل هذا الرأي غير المنصف فيما يتعلق بالإنسانية أين هي على أرض فلسطين التي يعيش شعبها تحت احتلال بغيض بين قتل وقهر وتشريد واعتقال تعسفي وإهانة لكرامة الإنسان الفلسطيني وإذلاله في أرضه؟! المسلمون والعرب لم يجردوا أحداً من إنسانيته ولا يمكن مقارنة ذلك بالنازيين، إنها مقارنة تعتبر إجحافاً كبيراً وظالماً في حق المسلمين والعرب، سوف أذكر لبسام طيبي شيئاً مغيباً عن ذهنه وهناك من صدح به وهو أوروبي منصف في قول الحقيقة إنه الباحث الفرنسي بيار كونيسا وهو أكاديمي ودبلوماسي شغل منصب مساعد مدير لجنة الشؤون الاستراتيجية في وزارة الدفاع الفرنسية الذي قال في كتابه (صنع العدو أو كيف تقتل بضمير مرتاح) حقيقة إن الديمقراطية لدينا متجزئة، إن تأسيس ما يسمى (إسرائيل) بالنسبة إلى يهود العالم كله نهاية اضطهاد طويل بلغ ذروته في الإبادة التي ارتكبها الأوروبيون ودفع ثمنها الدول الإسلامية التي أمّنت بشكل واسع -على مدى قرون عدة- الحماية والأمن لليهود الذين طردهم المسيحيون. يبدو أن بسام طيبي يعيش في حالة من عدم التوازن الفكري وهو الاعتماد على المعطيات الصحيحة والحقائق الدامغة لتكوين الأفكار والاتزان، وهذا لا يعني فقط صواب الفكرة, بل صواب طريقة التفكير، وهذا ما يفتقده.
** **
abdllh_800@hotmail.com