كرَّم الله المرأة ورفع منزلتها وساواها بالرجل في الحقوق والواجبات وفي التكليف، قال تعالى في الآية 97 من سورة النحل، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (النساء شقائق الرجال)
قال ابن الأثير: أي نظائرهم وأمثالهم كأنهن شُققن منهم، وفي ذلك مساواة في الكرامة الإنسانية، والمرأة نصف المجتمع وصمام أمانه، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، وهي التي تنجب الرجال وتربي الأولاد وتسهم في خدمة مجتمعها بعقل راجح وعزيمة قوية، ولا ينتقص من شأن المرأة إلا من يشعر بالنقص نحوها، لذلك حث الإسلام على حسن معاملة المرأة وتكريمها ووضعها في المنزلة التي تستحقها، وأوصى بالرفق في معاملتها، فالمرأة بحكم عاطفتها قد تكسرها الكلمة وقد يصيب قلبها العطب من سوء المعاملة، وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم (رفقاً بالقوارير)، وفي حديث أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين[1]، وضم أصابعه صلى الله عليه وسلم. وما نراه الآن من سلوك البعض في التعامل مع النساء من سوء التعامل بالضرب والعنف الجسدي والنفسي ناتج عن تصرف لنفس غير سوية إما بسبب خلل في التربية أو إحساس بالنقص تجاه المرأة أو نتيجة مرض نفسي أو إدمان للمخدرات وغيرها، لذلك يجب علينا الالتزام بتعاليم ديننا بالإحسان للمرأة وحفظ كرامتها وعدم إهانتها وإدخال الحزن إلى قلبها والخوف من الله فيها، وإنزالها بالمنزلة التي تليق بها والمكانة التي تستحقها، وإذا أسعدتها سوف يعود عليك وينعكس على حياتك وسعادتك، فالمرأة تزهر مع العلاقات الجيدة في محيطها وتذبل عند تعرضها للأذى والألم لرقة مشاعرها، لذلك اجبروا الخواطر وانتقوا كلماتكم وتصرفاتكم لتبقى البيوت آمنة وذات مناخ صحي من الناحية النفسية والاجتماعية، فالأسرة السعيدة هي التي يسود الحب والاحتواء والعطاء والدعم النفسي سواءً للأم أو الزوجة أو الأخت أو الابنة، وسوف يجني الرجل ثماره بعد ذلك، فالخير لا يضيع أبداً حتى بعد مرور السنوات، والذكريات الجيدة هي خير ما تتركه في نفس من حولك، فالذكر للإنسان عمر ثانٍ.. حفظ الله الجميع وأنزل الطمأنينة على بيوت المسلمين.