السلام هي قيم إنسانية مشتركة للتسامح والتعايش والحوار واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر ونبذ العنف وكل أشكال العصبية والتطرف والكراهية والتمييز. إن القيم الإنسانية النبيلة لها دور رئيسي وحيوي في الجهود الدولية لتحقيق السلام العالمي، وترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لجميع شعوب العالم.
والسلام العالمي هو مطلب أساسي وحضاري لتقدم الشعوب وتطورها، والسلام العالمي الذي يؤثر على الفرد والجماعة بشكل إيجابي للعيش بحرية ورفع معنويات الإنسان ليصبح قادراً على الإنتاج والإنجاز بالعمل والعطاء وممارسة الحياة الطبيعية دون تهديد حياته ومصالحه ونشر المحبة والتآلف والطمأنينة في أرجاء العالم كله.
إن الاحترام المتبادل قوة من القوى التي تصون الحب للسلام والوفاء بالعهد والإيمان بحسن الجوار، والاعتزاز بالصداقة مع كل دول العالم يمثل من الركائز الأساسية للثقافة الصينية التقليدية للسلام العالمي وتدعم التنمية المشتركة. إن قيمة السلام مطلب ملح في جميع المجتمعات الإنسانية، لأن السلام هو الذي يمنح المجتمعات استقراراً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، فالنزاعات المسلحة وغياب الاستقرار السياسي لهما انعكاسات خطيرة على مؤشرات التنمية،.
التعاون والتناغم بين الحضارات المختلفة جعلت العلاقات بين الدول وبين الحضارات أكثر تعقيدًا. فلا يمكن للحضارات المختلفة أن تسهم في التقدم المشترك للبشرية في الوقت الذي تحقق فيه التنمية الذاتية إلا من خلال الاستفادة المتبادلة وتعزيز التواصل والتفاهم والتعاون على أساس الاحترام المتبادل. يمكن إحلال السلام العالمي عن طريق التواصل والتفاهم والتعاون بين الأمم والشعوب.
ويمثل التواصل الحجر الأساسي للعلاقات الدبلوماسية في ظل الظروف الجديدة التي تقود إلى التفاهم. ثم التواصل يفترض الحوار والتفتح على الآخر ونبذ الفكر الواحد وقبول الرأي الآخر الذي يرتبط بترسيخ التفاهم كمرجعية لتفكير الأفراد وسلوكهم في مختلف المؤسسات الاجتماعية، والتواصل الحقيقي يقوم على احترام خصوصيات وثقافات الأمم المختلفة، وأن الاختلاف في المعتقدات والمذاهب والأفكار لا يحول دون التلاقي والتشاور والوصول إلى الرؤية المشتركة الجادة التي تراعي المصالح العامة المشتركة.
والسلام العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل الاعتراف بحق الناس في الحياة والعيش الكريم واحترام إنسانية الإنسان، في هذا السياق، التعاون هو شرط ضروري للسلام وللتقدم الاقتصادي وإشاعة روح التضامن بين الشعوب. التعاون هو الطريق الذي يمكن من خلاله تحقيق السلام العالمي عندما يفهم مواطنو العالم المشاكل العالمية.
لقد أصبح العالم اليوم أسرة إنسانية كونية تقوم على التواصل والتفاهم والتعاون، ولذا جاءت العلاقات التاريخية بين المجتمعات والدول مترجمة لتلك الضرورة الإنسانية. ومن المؤكد أن التواصل والتفاهم والتعاون من الأعمال الضرورية في العصر الحاضر في سبيل تحقيق الاستقرار والسلام في العالم.
لم تزل صيانة السلام العالمي وتدعيم التنمية المشتركة مهمة موحدة لكل الشعوب، فيجب على دول العالم العمل على الاستفادة المتبادلة والتكامل على قدم المساواة وبذل جهود متضافرة لبناء عالم منسجم، كما يجب على دول العالم في توسيع التواصل والتعاون بين الدول على أساس المنافع المتبادلة في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية الذي يحقق التنمية المشتركة والازدهار العام.