عبدالله العمري
أكثر الجماهير النصراوية تشاؤماً لم يكن يتوقع أن يصل فريقها إلى هذه المرحلة من السوء في المستوى وذلك عطفاً على التحركات والتعاقدات القوية التي أبرمتها الإدارة النصراوية قبل بداية الموسم الحالي مع عدد من اللاعبين الأجانب المميزين.
فالنصر يعد أكثر الأندية السعودية صرفاً في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة التي معها ارتفعت طموحات الجماهير النصراوية كثيراً بأن فريقها أصبح جاهزاً للهيمنة والسيطرة على جميع البطولات التي سيشارك فيها وأهمها دوري أبطال آسيا في نسخته الحالية.
لكن الذي حدث العكس تماماً وقدم أسوأ سيناريو يمكن أن يتخيله أي محب وعاشق للنصر وهو أن يكون الخروج من البطولة الأهم على يد منافسهم التقليدي الهلال.
خسارة النصر من الهلال فجرت المشكلات داخل البيت النصراوي من كل جهة ووضع الإدارة النصراوية في موقف حرج للغاية التي أصبحت غير قادرة على التعامل مع الوضع الذي وصل له فريقها الكروي.
ولعل تصريحات لاعب الفريق عبدالفتاح عسيري بعد التعادل مع فريق الفيحاء في آخر مباراة للنصر بشأن وضع لاعبي الفريق الأجانب وأنهم يحظون بدلال خاص مهما انخفضت مستوياتهم الفنية، والرد السريع عليه من زميله البرازيلي تليسكا عبر أحد حساباته الشخصية خير دليل على أن النصر دخل في مرحلة صعبة جداً من سوء التفاهم يصعب عليه الخروج منها بسهولة.
الخلافات النصراوية توالت بين النصراويين بين لاعبين سابقين وأعضاء شرف وإعلامييهم عبر مساحات السوشل ميديا ما بين مدافع عن الإدارة النصراوية وعملها وبين منتقد لها.
اعتقد أن ما يحدث داخل البيت النصراوي حالياً هو تأكيد على أن علة النصر الحقيقية هي الخلافات فيما بينهم وكذلك ركضهم المستمر خلف الأندية الأخرى ومتناسين مشكلات ناديهم وأن فريقهم يحتاج إلى عمل كبير لكي يعود من جديد للمنافسة على البطولات بكل قوة.
محاولة التجاهل التي كان يمارسها بعض إعلاميي النصر عن وضع فريقهم السيء انكشفت اليوم أمام الجميع وأوضحت أن الشمس لا يمكن تغطيتها أو حجبها بغربال..!!
أول خطوة يجب على جميع النصراويين اتخاذها لمعالجة وضع ناديهم هي ضرورة الكف عن ملاحقة الأندية الأخرى فهذه لن تجدي نفعاً لعرقلة منافسيهم، ولن تعيد النصر للمنافسة مهما كان حجم الأخبار المغلوطة التي يروجون لها بين الحين والآخر ضد الأندية الأخرى.
كما أن هناك العديد من الأسماء أصبحت تتصدر المشهد النصراوي وهي غير جديرة بذلك وأصبح ضررها على النصر ككيان أكثر من نفعها وأصبحت اليوم مكشوفة لكافة الجماهير النصراوية قبل مشجعي الأندية الأخرى.
أخيراً النصراويون أنفسهم هم من أوصل فريقهم لهذه المرحلة وهم أيضا القادرون على انتشاله بشرط أن يلتفوا حول ناديهم ويتركوا الأندية الأخرى وشأنها إذا هم أرادوا أن يعود فريقهم للمنافسة من جديد، أما غير ذلك فهو مضيعة للوقت وستستمر معه المعاناة النصراوية لسنوات طويلة.