عبدالرحمن التويجري - بريدة:
وصف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم المستشفى الجامعي بالمدينة الطبية في جامعة القصيم، بأنه صرح طبي كبير، ليكون منارة للعلوم الطبية والعمليات الجراحية وعلاج المرضى ليس في منطقة القصيم فحسب، بل في عموم الوطن.
وأشار سموه إلى أن المدينة الطبية الجامعية تم تدشينها من خادم الحرمين الشريفين خلال زيارته للمنطقة قبل ثلاث سنوات، مؤكداً سموه أن تشغيل أقسام المستشفى يأتي بالتوأمة مع أحد الصروح الطبية العظيمة وهو مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، مشيداً سموه بجهود معالي رئيس جامعة القصيم الذي عمل طوال السنوات الماضية، لتبدأ المدينة الطبية في أداء مهمتها ورسالتها، وقد رأينا اليوم بداية انطلاق هذه العمليات والتشغيل للمدينة الجامعية.
وأبدى سموه فخره بمثل هذه المنجزات التي تؤكّد دعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لكل ما من شأنه صحة والمواطن والمقيم، والمتمثلة خلال جائحة كورونا والتعامل معها بمهنية عالية، وكانت للمملكة اليد الطولى لمكافحة الجائحة لعلاج المواطن والمقيم، منوّهاً سموه بدور أبطال الصحة -بعد الله- في مكافحة هذه الجائحة، مؤكداً سموه أننا نشهد اليوم وجود فريق جديد مع أبطال الصحة وهي الكوادر الطبية في المدينة الجامعية، معرباً سموه عن شكره للداعمين للمدينة الطبية الجامعية مباركاً للجميع تشغيل هذا الصرح الطبي.
جاء ذلك، بعد أن رعى صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم، يوم أمس الأول الإثنين، حفل افتتاح أقسام الجراحة والعمليات وأقسام التنويم والعناية المركزة والمناظير بالمستشفى الجامعي بالمدينة الطبية بجامعة القصيم، وتجول سموه داخل الأقسام الجديدة برفقة معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الداود رئيس الجامعة، ومعالي الدكتور ماجد الفياض المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ومدير عام الشؤون الصحية بالقصيم أيمن الرقيبة والرئيس التنفيذي للتجمع الصحي بالقصيم الدكتور سلطان الشائع.
من جهته، قال معالي رئيس الجامعة في كلمته بهذه المناسبة: إن احتفالنا اليوم بهذا المنجز الذي تكلَّف ما يقارب المليار ريال كإجمالي تكلفة للمدينة الطبية والمستشفى والعيادات الخارجية والذي تم تجهيزها على أعلى المستويات، وقد تحقق بفضل من الله، ثم من خلال ما تلقاه الجامعة من دعم لا محدود من قيادتنا الرشيدة، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، وكذلك ما تلقاه الجامعة من متابعة من سمو أمير منطقة القصيم، وسمو نائبه، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في إنجاز ما تم إنجازه.
وأكد «الداود» على أن الجامعة تكاد تكون -بفضل الله - هي الجامعة الوحيدة التي ليس لديها الآن مشاريع متوقفة، حيث إن جميع مشاريعها على وشك الانتهاء منها قريبًا، مشيرًا إلى أن المباني المستأجرة تكاد تنعدم في الجامعة، حيث لم يتبق إلا مبنى واحد مستأجر، وسوف ينتهي خلال الفصل الدراسي القادم، وحينها سيتم الاحتفال -بإذن الله - جميعًا بعدم وجود أي مبنى مستأجر.
ويعتبر المستشفى الجامعي الذي حظي بالتدشين ضمن 33 مشروعاً من جامعة القصيم، خلال الزيارة الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لمنطقة القصيم، ويقع على مساحة إجمالية تزيد على 330 ألف متر مربع، ويتسع لـ400 سرير وبطاقة استيعابية يمكن زيادته لـ700 سرير مستقبلاً، حيث يتكون من ثلاثة مبان رئيسية وستة طوابق يربطهما بمبنى كلية الطب جسرين للمشاة، كما يضم المستشفى 16 غرفة عمليات، و46 غرفة عناية مركزة جهزت وفق أحدث المواصفات والنظم الطبية العالمية، وبمبنى مستقل وعلى مساحة قدّرت بـ14500 متر مربع، كما تم إنشاء مبنى العيادات الخارجية ليكون رافدًا لمنظومة الرعاية الصحية في المدينة الجامعية بما يحتويه من عيادات متخصصة تصل إلى 85 عيادة.
كما يضم المستشفى عيادات متنوّعة في مجال طب الأسنان تم تجهيزها وفق أحدث التقنيات المستخدمة لتقديم الرعاية في علاج الأسنان، إضافة لقسم الأشعة وقسم للتعقيم ومعمل للتركيبات، يعمل بها نخبة من المتخصصين في المجال وطلاب الامتياز في كلية طب الأسنان، و للحالات العاجلة تم تجهيز قسم للطوارئ يتبع المستشفى الجامعي مزوّد بعيادات للفحص السريع والكشف وأجهزة للأشعة وصيدلية خاصة، كما يتكون قسم العلاج الطبيعي من قسم للعلاج الطبيعي وآخر للعلاج الوظيفي تم تجهيزهما بـ16 جهازاً وأدوات علاجية لإعادة التأهيل، إضافة لصالتين رياضيتين ذكيتين وحوض سباحة للعلاج المائي.
وإلى جانب هذا، فقد تم تجهيز المختبر المركزي في المستشفى الجامعي بنظام متطور للربط يسمى بالناقل الهوائي (PST) يربط الأقسام الطبية بالقسام الحيوية و54 محطة لاستلام واستقبال العينات، إضافة لبنك الدم الذي يستقبل المتطوعين، كما تم تجهيز الصيدلية المركزية بنظام صرف آلي للمرضى يوفر خدمة بنسبة خطأ (0 %) ليقدم العلاج ويوفر الوقت والجهد متغلبًا بذلك على الخطأ البشري.