منال الحصيني
حينما ينتهي اندفاع الأسبوع المزدحم بالمشاغل ويحل الفراغ داخل النفس تنتابها موجة اكتئاب تصيبنا حينما نكون واعين بما ينقص حياتنا.
لست بالضرورة أن تكون منهم، ولكني أعني بذلك من ينطبق عليه حديثي، لكني أُراهن بأن الأغلبية كذلك.
هل أطلقت العنان لنفسك لفهم معنى الحياة؟ اعلم جيداً أنها تختلف من شخص لآخر كذلك هي تختلف عند الشخص الواحد من يوم ليوم، ومن ساعة لساعة أخرى.
إذًا فإن ما يشغل بالنا ليس هو معنى الحياة بصفة عامة، عليك أن توجه السؤال ذاته لنفسك، لأن كل شخص يُجري سؤاله بواسطة الحياة نفسها، وفقًا لمسؤولياته.
إن موجة «عُصاب نهاية الأسبوع» وما يصاحبها من اكتئاب نتيجة «لذلك الفراغ الوجودي» وما يصاحبه من ملل بسبب تقدم النظام الآلي الذي أدى بدوره إلى زيادة مهولة في أوقات الفراغ.
من المؤسف أن تلك الظاهرة أصبحت واسعة الانتشار في ظل تطور ورفاهية أنظمة الحياة فقد بات غيرنا يفكر عنّا، فلا مجال للعقل أن يعمل.
يجب ألا نسمح بأن نوكّل غيرنا مسؤولية إصدار الأحكام واتخاذ القرارات، فالأغلبية العظمى تستنسخ أفكار وأقوال الآخرين، دون أدنى جهد منهم وتناسوا أن لكل شخص في الحياة مهمته الخاصة ورسالته الخاصة التي تفرض عليه مهام محددة عليه أن يقوم بها، فلا يمكن أن يحل أحد مكان أحد آخر كما أن حياتنا لا يمكن أن تتكرر.
ومن ثم تعتبر مهمة أي شخص في الحياة فريدة من نوعها وبالتالي تعتبر فرصته الخاصة في تحقيقها فريدة كذلك.
علينا أن نحتاط من سيطرة الوسائل الاجتماعية التي غزت حياتنا لا شعوريًا فقلدنا من لا يشابهوننا فكريًا ولا ماديًا أو حتى عقليًا.
يجب أن نكون واعين بما نتوق إليه بالفعل في أعماق كياننا.
اعلم أن السؤال الموجه إذًا كيف نوائم المجتمع؟
الجواب يكمن في أن كل شخص لديه فلسفته الخاصة تكمن داخله إذا ما أحسن صُنعها بالشكل الملائم له.
أخبُر جيداً أن التقدم التكنولوجي الذي نعيشه أمر جيد.. بكل وسائله وكلٌّ يعبر برأيه وفكره وأسلوبه.
لكن كن أنت حتى لا تصاب بفراغ وجودي.
نقطه آخر السطر:
أخشى أن نصاب بعُصاب جمعي، فعلينا أن نفهم أن معنى الحياة هو الالتزام بمسؤولياتنا وما يناسبنا، فذلك هو الجوهر الحقيقي للوجود الإنساني.