نجلاء العتيبي
«بمجرد ما نؤجل تقديم الاعتذار يصبح الأمر أكثر صعوبة إلى أن يصير في النهاية مستحيلاً»
(مارغريت ميتشل)
عند بائع الحلوى: مشهد عفوي رقيق
«أب عظيم يحاول أن يقنع ابنته بأسلوب حانٍ عذب ولبق بالاعتذار عن خطأ وقع منها على أخرى. لم يخلُ المشهد من الفكاهة التي كانت تلطف ثورة زعل أميرته الغاضبة».
أنعشني المنظر ومد روحي بهرمون الأدرينالين, درس أخلاقي وبراءة طفلة, أخذني هذا التصرف البسيط إلى التفكير بثقافة الاعتذار الفن الإنساني الراقي.
المبادرون بتقديم الاعتذار أُناس رائعون أصحاب عواطف مرهفة، متواضعون، واثقون بأنفسهم باقون على الود، يعلمون أنه لا يمكن للأشياء أن تكون دائماً مكتملة.
الحياة وأحداثها لا تعصم أحداً من الخطأ لكن العبرة من الأخطاء هي التعلم,
أؤمن بأن الاعتذار حق للجميع، يُصلح النفس، يهذبها.
للعاذر قبل المعتذر, لا حاجة للتلاعب بالكلمات والوعود.
ما يحتاجه هو الصدق فيه بعدم التكرار وللأبد أن يكون الاعتذار مناسباً لنوع الخطأ وحجمه.
كما يقول راندي بوتش: «إنّ الاعتذارات التي يقدمها أصحابها المفتقدة إلى العاطفة الصادقة أو غير النابعة من القلب لهي أسوأ من عدم تقديم الاعتذار مطلقًا، والسبب في ذلك هو أنّ من تُقدّم إليه الاعتذار يجد في مثل هذه النوعية من الاعتذارات غير المخلصة إهانة له، والاعتذار الذي يفتقد اللياقة بمثابة تطهير الجرح بالملح».
نعم ليست كل الأخطاء سهلة النسيان لكن الاعتذار يخفف من وقعها في النفس والأيام كفيلة بمعالجة ما تبقى.
مشكلة ومأساة حين يدرك الناس هفواتهم.
يكابرون، يتجاهلون، ولا يعتذرون..
آسف، كلمة تتخطى الخصام في تشنج الحديث ومحاولة تبرير الخطأ تختصر الكثير من الجُمل.
ببساطة: الاعتذار هو جسر التسامح والإصلاح بين البشر وأجمل أشكاله، اعتذار القوي القادر للضعيف، والكبير العارف للصغير، وما هذه الدنيا إلا أيام وسنوات معدودات، راحلون عنها.. متلهفون للقاء الله، راغبون بترك أثر طيب خلفنا.
«ضوء»
قيل لي قد أسى عليك فلان
ومقام الفتى على الذل عار
قلت قد جاءني وأحدث عذرا
دية الذنب عندنا الاعتذار
(الإمام الشافعي)