د.عيد بن حجيج الفايدي
أسدل الستار هذا العام على معرض دولي للكتاب والذي عقد بمدينة الرياض في انتظار الموعد السنوي القادم -إن شاء الله تعالى- من خلال سلسلة المعارض الدولية للكتاب والتي تتنقّل في ترتيب محدد وفق جدول زمني متفق عليه.. وقد كان لهذا المعرض هوية جديدة بعنوان: «وجهة جديدة.. فصل. جديد» ولعل القصد بوجهة جديدة ليس أن المعرض جديدًا بالرياض، بل هو وجهة مألوفة ومكان معروف بمدينة الرياض ولكن هو يتنقل حسب الظروف.. ولعل المقصود بالوجهة الجديدة هو المكان الجديد للمعرض عند بوابة مطار الملك خالد الدولي.. وقد يكون هذا القصد الظاهر بالوجهة الجديدة.. نعم هو مكان جديد للمعرض بعد تنقّل معرض الكتاب بين أروقة الجامعات ثم انتقل إلى مقر خارج الجامعات وتحديدًا شمال الرياض بالقرب من مبنى الخطوط السعودية وواصل مسيرته في مركز المعارض والمؤتمرات المبنى الكبير المميز -والذي يقع على طريق الملك عبدالله- والمجهز لهذه الفعاليات تحت إشراف وزارة الإعلام لكن المعرض هذا العام هو في فصل جديد وتحت إدارة جديدة ووزارة شابة جديدة «وزارة الثقافة» وللجنة التنظيم هذا العام كل التقدير على الجهود التي بذلت في التنظيم لكن مشكلة معارض الكتب لها متغيرات كثيرة تحتاج إلى وقت طويل من الزمن حتى تكتسب المهارة وتصل إلى الإبداع والجودة، وحيث إن هذا المعرض في فصل جديد يبرز ذلك من خلال الأرقام الإحصائية الجديدة، حيث شارك في هذا المعرض أكثر من ألف ناشر من دول مختلفة تجاوزت 28 دولة وذلك في أكبر دورة في تاريخ معارض الكتاب بالمملكة.. ولكن لم يتم إبراز رقم هذه الدورة والتي تميزت بفعاليات متنوِّعة في أماكن مختلفة بمركز الملك فهد الثقافي مرورًا بجامعة الأميرة نورة ثم جادة الثقافة بالقرب من المعرض ووصولاً إلى أجنحة المعرض ولعل هذه خطوة تكون في المستقبل ويتم توزيع الفعاليات بين المدن والمناطق بدلاً من حصر الندوات والأمسيات وورش العمل وكذلك المؤتمر في مكان واحد محدود وهذا يؤكد أن المعرض تجاوز عملية بيع وشراء مجموعة من الكتب إلى موسم ثقافي عالمي ينتظره الكثيرون بفارغ الصبر، من هنا يظهر حجم المسؤولية الكبير الذي تحمله القائمون على المعرض أعانهم الله ووفقهم لكل صواب.
لكن بالتأكيد أن تجربتهم كانت مميزة وأدركوا جوانب قد تعالج مستقبلاً بحول الله وقوته،
من ذلك على سبيل المثال وليس الحصر عدم وجود خريطة داخلية إرشادية للمعرض توضح أساس التوزيع هل هو حسب الدول أو الموضوعات أو غير ذلك وقد فوّت على الزائر المرور التام على أجنحة المعرض، حيث لا يوجد إلا طريق داخلي وسطي من أول المعرض إلى آخره. وكان الملائم طريق دائري داخل المعرض تتوزع الأجنحة حوله أو قاعات مغلقة ويكون لكل قاعة رقم أو اسم ولعل التصميم الجيد هو الذي يسهل عملية الانتقال والتحرّك من مكان إلى آخر وهذا لم يتحقق هذا العام.. كما أن الزائر للمعرض يدرك فجأة أنه لا يوجد للمعرض محرك بحث عن الكتب في الموقع الإلكتروني للمعرض، بل تتوفر شاشات إلكترونية للبحث لا تحقق الهدف المطلوب.. كما أنه لا تتوفر شبكة مجانية الواي فاي.. حتى يتمكّن زوار المعرض من فتح تطبيق توكلنا أو غيره من التطبيقات المهمة.. وتقابلك في المعرض عناوين كتب غريبة مجرد حروف وكلمات ليس لها معنى واضح وبالتأكيد أن محتوى ذلك الكتاب لن يكون أفضل من عنوانه وكما قيل الكتاب واضح من عنوانه.. وأيضاً الحاجة ماسة للمحتوى العلمي الجيد والمفيد لكل الفعاليات.. وأول بوابة لدخول مواقف السيارات بوابة مغلقة مكتوب عليها vip وعندما تتجاوز تلك البوابة يتم توجيه السيارات القادمة إلى مواقف بعيدة تفرض عليك المشي القصري وليس الرياضي وما إن تصل إلى بوابة الدخول تترك البحث عن الكتب وتبحث عن شربة ماء أو جلسة هادئة تلتقط فيها الأنفاس لكن لن تحصل على ذلك المكان لأنه محجوز أيضاً لكبار الزوار vip فتجد أن الخدمات المقدمة لهم مستمرة من أول يوم إلى آخر يوم.. بينما في المعارض الدولية الأخرى يحددون اليوم الأول لكبار الزوار وبقية الأيام لغيرهم.. وفي معرض فرانكفورت الدولي للكتاب يغلق المعرض أبوابه في الثلاثة الأيام الأولى لكبار الزوار وأصحاب الأعمال الأخرى يتقابلون ويعقدون الاتفاقيات الثنائية حول حقوق النشر والترجمة والتأليف.. ولكن مع هذه وتلك يبقى معرض الكتاب هذا العام وجهة جديدة وفصلاً جديداً...