فدوى بنت سعد البواردي
ذهبت لزيارة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، الذي تملكه أرامكو السعودية، وهو أحد الصروح الثقافية العالمية الذي تم إنشاؤه في المملكة العربية السعودية، وتم إطلاقه في عام 2018.
وتماشياً مع رؤية 2030 وتحقيقاً لمفهوم «الاقتصاد الإبداعي»، يعمل المركز من خلال تقديم العديد من المبادرات، مثل «اقرأ» و»تنوين» وغيرهما، على دعم الابتكار والمساهمة في تمكين الأجيال القادمة من تحويل أفكار اليوم إلى واقع الغد، وكذلك يعمل المركز على تشجيع وتطوير الصناعات الإبداعية في مجالات الثقافة والفنون والأفلام والتقنية، وكذلك دعم الخدمات المجتمعية التطوعية، والانطلاق نحو رؤى عالمية بمحتوى محلي، كمركز للابتكار.
وفي مركز إثراء أيضاً يشارك الخبراء والمبدعون ورواد الأعمال في الندوات والحوارات وورش العمل والدورات المتقدمة من أجل التعريف بالاقتصاد الإبداعي المبني على المعرفة والتشجيع على تنفيذ مبادراته وذلك ما حدث تماماً في مبادرة «تنوين» الحالية، المستمرة إلى تاريخ 13 نوفمبر 2021، التي حظيت من خلالها بحضور العديد من المحاضرات والنقاشات الثرية خلال زيارتي، التي تتناول العديد من الموضوعات المختلفة من نحو 125 من الخبراء السعوديين والدوليين، وتشمل محاضرات عن تقنيات ربط الذكاء الاصطناعي في الرسم مع الروبوتات، وأيضاً ربط الذكاء الاصطناعي مع الحواس البشرية الأخرى، وكذلك مناقشة مفهوم الثقافة مع العديد من الخبراء والخبيرات، في المجال الثقافي والإبداعي، وكيفية استخدام «الأدوات» كالحرف الخشبية والطباعة ثلاثية الأبعاد والتقنيات المعززة وتقنية التلعيب وإعادة تدوير البلاستيك والتصميم والعمارة وغيرها.
كما أعد المركز ثلاثة تقارير مهمة من خلال التعاون مع وحدة الاستخبارات الاقتصادية، وأول تلك التقارير هو عن «الثقافة في القرن الحادي والعشرين» لاستعراض الوضع الحالي فيما يتعلق بالعرض والاستهلاك الثقافيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ثم عمل المركز أيضاً على إعداد تقرير ثان بعنوان «رسم خارطة للمشهد الثقافي والإبداعي في المملكة العربية السعودية» لتقديم مؤشر CCI الذي يعمل على تقييم مشهد الصناعة الثقافية والإبداعية عبر مختلف القطاعات الرئيسية والفرعية في السعودية. أما التقرير الثالث فقد كان عن تطوير دراسة تُسلط الضوء على أثر جائحة كوفيد-19 على القطاع الثقافي، وقد كشف البحث عن رسالة واعدة مفادها أنه على الرغم من الجائحة إلا أن الصناعة الثقافية والإبداعية في المملكة العربية السعودية ستنمو بشكل كبير في السنوات القادمة.
ومن الجدير بالذكر أن مركز إثراء يُرحب بالقراء والباحثين والخبراء والإبداعيين، من جميع دول العالم، للتواصل وأن يكونوا جزءاً من المبادرات والأنشطة والمحادثات الممتدة وورش العمل على مدار الشهور والسنوات المقبلة. وقد بلغ عدد زوار مركز إثراء أكثر من مليون و700 ألف زائر منذ بدء الجائحة، وتطمح إلى المزيد من الزوار خلال الفترة القادمة، وذلك من أجل تحقيق أهداف المركز في خلق بيئة ملهمة ورفع الوعي الثقافي وخلق وظائف جديدة وتعزيز جودة الحياة ودعم الصورة الثقافية المشرقة للمملكة دولياً.
** **
- خبيرة تقنية وتخطيط إستراتيجي