إيمان حمود الشمري
التغيير شجاعة، وأن تقبل تبعات تلك التغيرات وتباين ردود الأفعال وانعكاس تلك التغييرات على المجتمع السعودي والمجتمع الدولي تلك أيضاً شجاعة أخرى، ولن يصدر تغيير بهذه الشجاعة إلّا من رجل الساعة!!
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- نقل المملكة العربية السعودية إلى عهد لم تشهده من قبل، بوادر قيادية ملفتة في ملامح شخصيته من حيث قوة الحجة المدعمة بالأرقام وثقافته العالية وشغفه في مطاردة أحلامه ورفع مكانة المملكة العربية السعودية إلى قمة الهرم، فما يحدث الآن في المملكة العربية السعودية من نقلة كبيرة فتحت أبواباً كثيرة على مصراعيها في مجالات عدة بزمن قياسي كان يحتاج عشرات السنين لتحسينه، بخطواته الجريئة الثابتة اختصر السنوات الماضية واختزل السنوات الآتية، حيث في بضع سنين تغيرت المملكة تغيراً جذرياً في تسارع ملفت، واستطاع سموه أن يفرض شخصيته وتطلعاته وآماله برؤية 2030 التي تعتبر منعطفاً سياسياً مهماً في تاريخ المملكة، وكان آخر ما لفت أنظارنا حوله بالكلمة التي ألقاها في المؤتمر الذي حمل شعار (الاستثمار في الإنسانية) إلى مكافحة التغيير المناخي وبدء مرحلة جديدة نحو مستقبل أكثر خضرة تماشياً مع الرؤية التطويرية، وهو أمر ليس سهلاً أبداً، ولكنه رجل لا يتجنب الخيارات الصعبة ويسعى إلى التكامل بين الطموح بالنمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، ويرفض الاختيار المضلل بين الحفاظ على الاقتصاد وحماية البيئة، ويطمح أن يأخذ بيد المملكة لتحقق أكبر منفعة للبشرية بالمحافظة على التوازن البيئي في مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر وذلك بإنشاء منصات تعاون دولية لتطبيق عدة مفاهيم ومبادرات تدعم البيئة وتقلل من التلوث، وتدعم عدة حلول لرفع كفاءة العيش ببيئة صحية وانعكاسها على الإسهامات الإنسانية، وتوفر الغذاء لأكثر من ( 750 ) مليون شخص بالعام، إضافة إلى إنشاء صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ويبلغ إجمالي الاستثمار في هاتين المبادرتين ما يقارب 39 مليار ريال، ساهمت المملكة العربية السعودية في ( 15 % ) منها.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أو (رجل الساعة) يوماً بعد يوم يزداد وهج سموه ببريق يبهر محبيه ويزعج أعداءه حين ينظرون إليه إذ يوجعهم هذا الوهج الذي يحيط به والذي غير بقراراته ملامح العهد السعودي وقاد المملكة بهمة إلى القمة، الصحف العالمية تتسابق على نشر صوره، والمانشيتات العريضة التي تحمل اسمه تشكّل عامل جذب مهم للقراءة، حضور طاغي وكاريزما ساحقة تحيط بولي العهد السعودي، ويزداد جاذبية مع خطوات التقدم التي يحرزها والتي تحظى بتأييد شعبي كبير.