«الجزيرة» - كتب:
صُدر عن دار جداول للنشر كتاب: فهد الفيصل الأمير الأمين، من تأليف: سليمان بن محمد الحديثي، (الطبعة الثانية)، ويقع الكتاب في (341) صفحة من القطاع المتوسط، وتضم هذه الطبعة الفاخرة، تحديثًا وإضافات مهمة، بعد نفاد الطبعة الأولى.
ويتألف هذا الكتاب من مقدمة، من أحد عشر فصلاً وخاتمة وملاحق تضم: كتبًا مطبوعة، وأعمالاً غير منشورة، ومخطوطات، ومجلات وصحف، وفهارس عامة، حيث يتناول الفصل الأول سيرة الأمير فهد، والفصل الثاني جوانب من شخصيته، والفصل الثالث المعارك، والرابع الإمارة، والخامس حكاياته في القصيم عندما كان وكيلاً، وفي السادس سيرته في الرياض، وفي السابع رؤيته للاتحاد السوفييتي وانطباعاته عنه، وفي الثامن علاقاته بالملوك والرؤساء، والتاسع رحلاته وأسفاره، والعاشر ارتباطه بالبطين وزيارة الملك سعود -رحمهما الله- وعدد من أعيان بريدة إلى مزرعته هناك وتفاصيل هذه المناسبة، وفي الفصل الحادي عشر تقدير فهد الفصيل وتكريمه، كما ضم الكتاب صورًا مهمة تعكس سيرة وحياة هذا الرجل، وتعكس أيضًا الجهد الكبير الذي بذل في إعداد هذا الكتاب.
يقول الحديثي في مقدمة الكتاب: مقدمة الكتاب: في عام 1347هـ لم يسجل اسم هذا الفتى مع المقاتلين في معركة السبلة، فدخل على الملك عبد العزيز باكيًا يرجو منه أن يسمح له بالمشاركة في المعركة، فرفع الملك بيد الفتى أمام الجميع مشيدًا بطلبه، ومثنيًا عليه، ومعجبًا بشجاعته. وفي عام 1356هـ كان كثير من الناس لا يصدق بوجود الطائرة، ولما شاهدها بعضهم زاغ قلبه خوًا، وظن القيامة قد قامت. إلا أنه في العام نفسه كان هذا الشاب يصر على ركوب الطائرة؛ ليكون أول سعودي يسافر جوًا من مصر إلى السعودية. وفي عام 1357هـ كانت المشكلات القبلية والثارات بين قبائل إحدى المناطق لا تنتهي، فلم ترق لهذا الشاب عين حتى وضع قانونًا مرضيًا للجميع، أنهى به كل هذه الثارات، وحفظ أرواح الناس. كانت الرياض عام 1373هـ قرية ليس فيها سوى شارع مسفلت، ولا إضاءة، ولا تشجير، ولا مياه سوى مياه الآبار، ولم تمض سوى خمس سنوات حتى جعلها هذا الرجل بدعم الملك سعود واحدة من أجمل مدن الشرق الأوسط، وأدخل الماء إلى بيوتها. وفي عام 1376هـ رأى شركة أرامكو تحرق الغاز في آبار النفط بالمنطقة الشرقية، فلم يعجبه الحال، وأوصل هذا الغاز إلى بيوت الرياض.
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها
عقود مدح فما أرضى لكم كلمي
بعد مقالة مطولة أسبغ فيها الأديب الشهير الشيخ عبد الله بن خميس الثناء على جهود الأمير فهد الفيصل في عمله، ختم مقالته ببيت الشاعر عمارة اليمني السابق، ليبين أن كلمات المديح والإطراء لا تفي أعمال فهد الفيصل حقها، وفهد الفيصل هو الفتى والشاب والرجل السابق. وهو الذي وصفت أعماله بالمعجزات.
كان جسورًا وبعيد النظر، يفكر بالفكرة ثم ينفذها رغم اعتراض الغالبية وانتقادهم الشديد، وما إن ينتهي من تنفيذ مشروعه حتى يباركه الجميع، وينقلب المعترضون الناقدون إلى شاكرين لصنيعه. وهو المسؤول الوحيد في تاريخ المملكة العربية السعودية الذي طلب صلاحيات مطلقة وحصل عليها، وفي الوقت نفسه اشترط أن يعمل دون راتب يتقاضاه.
بدأت بالتعرف على شخصيته عن كثب حين ألفت كتابي «يوم بكت الصحافة»، الذي يتحدث عن سيرة الأديب والصحفي الراحل علي العبداني (ت 1379هـ)، وهو معروف بنقده الحاد لكثير من المسؤولين، مطالبًا إياهم بالإصلاح والاهتمام بشؤون المواطنين، ولفت نظري ثناؤه الكبير على الأمير فهد الفيصل؛ في جده بالعمل وحرصه الشديد على الإنجاز، وسرعة استجابته لصوت الجمهور ومطالب الناس. ومن يومها وأنا أسأل عن الأمير الأمين، فما سألت أحدًا من العارفين إلا كال له الثناء كيلاً، ورأيتهم جميعًا متفقين على نزاهته وكفاءته، وعلى إنجازاته الكبيرة.
أهديت كتابي السابق الذي صدر عام 1432هـ/ 2011م إلى الأمير عبد العزيز بن فهد الفيصل دون سابق معرفة، وتمنيت عليه أن تكتب سيرة والده، ومضت خمس سنوات بعدها ثم دعاني الأمير عبد العزيز إلى اجتماع في بيته عام 1437هـ للنقاش حول كتابة سيرة فهد الفيصل معه ومع أخويه الأمير خالد، والأمير عبد الرحمن، وكم كنت مسرورًا حين رأيتهم متفقين على أن أتولى كتابة هذه السيرة، ورغم علمي أن هناك من هو أكفأ مني على كتابتها، إلا أني قبلت التحدي لإعجابي الشديد بهذه الشخصية، ولما رأيته من أولاده النبلاء الذين أبدوا استعدادًا كاملاً لتقديم كل ما فيه مصلحة العمل.
فهد الفيصل الفرحان آل سعود، الذي رحل عام 1418هـ، شخصية تأخرت كتابة سيرتها حتى عام 1436هـ حين أخرج ابنه الأمير ناصر أول كتاب عنه بعنوان «فهد بن فيصل، سيرة حياة»، بذل فيه قصارى جهده لكتابة تفاصيل حياة والده، ونشر كتابه في طبعة خاصة محدودة التداول، وصاغه بأسلوب أدبي، ولم يورد فيه أي هوامش. وهذا الكتاب الذي بين أيديكم هو الثاني عن سيرة الأمير الأمين، يكمل الكتاب السابق.
عمل فهد الفيصل في الحكومة في عهد ثلاثة ملوك، فقد عينه الملك عبد العزيز وكيلاً لأمير القصيم عام 1354هـ، ثم عينه أميرًا على منطقة الظفير (الباحة) عام 1356هـ، ثم أعاده وكيلاً لأمير القصيم عام 1358هـ بعد مرض أميرها أخيه عبد الله الفيصل، واستمر فيها حتى عام 1366هـ. وفي عام 1373هـ عينه الملك سعود رئيسًا لبلدية الرياض ثم تغير المنصب إلى أمين مدينة الرياض عام 1375هـ، واستمر في هذا المنصب طيلة عهد الملك سعود، وسنتين من عهد الملك فيصل حتى استقال عام 1386هـ. ربع قرن هي مدة عمله الإداري في الحكومة وفي كلها كانت له إنجازات مشهودة، لكن مدة عمله مع الملك سعود هي التي شهدت إنجازاته المذهلة، ولم يقتصر عمله على أمانة مدينة الرياض فقط، بل كان الملك سعود يكلفه بمهام أخرى، كما بعثه لمقابلة بعض الرؤساء.
كان الأمير فهد الفيصل مقدرًا من ملوك السعودية: المؤسس العظيم وأولاده، كعادتهم في تقدير كل من خدم هذا الوطن. ورغم مرور سنوات على وفاته إلا أن ذكراه لم تغب عن الملك سلمان -حفظه الله، فلا يرد ذكر فهد الفيصل إلا ويثني عليه، وسيأتي جانب من ذلك في أحد فصول الكتاب.
حين بدأت في جمع معلومات هذا الكتاب لاحظت شحها في الكتب المطبوعة وغزارتها في الصحف السعودية خاصة في مدة الملك سعود، وكانت هذه الصحف - ولا سيما أم القرى واليمامة- من أهم مصادر هذه السيرة. أخذت بعدها أبحث عن الوثائق التي كانت لدى الأمير فهد الفيصل، وفجعتُ -كما فُجع هو من قبل- حين علمت أن مكتبته الخاصة قد احترقت عام 1391هـ، وذهبت في هذا الحريق كل الوثائق والمستندات الموجودة فيها، وبقيت نوادر قليلة محفوظة في مكان آخر من بيته. ثم لجأت إلى أرشيف أمانة مدينة الرياض لأبحث فيه، فصُدمت بفاجعة أخرى حين علمت أن هذا الأرشيف قد أُحرق، وخفَّف أثر الصدمة أن الصديق الباحث والمؤرخ الدكتور راشد العساكر قد احتفظ ببضعة آلاف من هذه الوثائق، فزودني بها مشكورًا، فوجدت بينها العشرات التي تخص هذا البحث، وأفدت منها. كما عثرت خلال بحثي على وثائق أخرى تتعلق بمدة عمله في القصيم والظفير (الباحة) محفوظة في أماكن متفرقة. ومن أهم مصادري تسجيلات صوتية سُجلت للأمير فهد الفيصل عام 1417هـ، تقارب عشرين ساعة، وقد وصفتها في الكتاب.
كانت الرواية الشفهية إحدى مصادر هذا العمل، وكانت الشخصية الأكثر أهمية ابنه ووكيله في أمانة مدينة الرياض الأمير عبد الله بن فهد الفيصل، فتشرفت بزيارته، وسجلت له ساعات عدة، وكانت روايته في غاية الدقة رغم كبر سنه، وأفدت منه كثيرًا، وكان في النية مواصلة التسجيل، لكن فاجعة أخرى صعقتني حين علمت بوفاته، رحمه الله وغفر له، وخسرت برحيله مصدرًا رئيسًا. كان الأمير عبد الله متحفظًا في الحديث عن بعض المشكلات التي تعرَّض لها والده، وصرَّح لي أنه لا يرغب في الحديث عنها، لذلك اضطررت إلى المراوغة، فكنت أروي له بعض ما سمعته من المشكلات التي حدثت لوالده.
ولم يفت على معد هذا الكتاب الوثائقي السِّيري أن يشير إلى نقاط مهمة تتعلق بإيضاح الجوانب التوثيقية في هذا الكتاب يقول: أغلب فصول هذا الكتاب تتعلق بالمدة من عام 1330هـ إلى سنة 1384هـ، وأود أن أنبه إلى بعض الأمور المتعلقة بهذه المدة حتى أقرِّب صورة الكتاب إلى ذهن القارئ الكريم:
في بداية هذه المدة كان الملك عبد العزيز يحكم جزءًا من منطقة نجد، ثم توسعت دولته فشملت المنطقة الشرقية، ثم نجدًا بأسرها، ثم دخلت في حكمه بقية مناطق البلد تباعًا، ليطلق عليها بعد ذلك، تحديدًا عام 1351هـ مسمى المملكة العربية السعودية، وساد الأمن أرجاء البلد كلها، بعد أن كانت تعيش حالة كبيرة من الفوضى، واختلال الأمن، والحروب. واستمر الملك عبد العزيز في الحكم حتى وفاته عام 1373هـ. وعاشت البلد في هذه المدة حالة فقر مدقع شديد، على أن الأحوال تحسنت قليلاً بعد اكتشاف النفط. وفي غالبية المدة السابقة كان الحصول على الطعام عسيرًا على بعض الناس، وكان بعضهم يعمل مقابل طعام يُقدَّم له دون أي أجر آخر. وقد شهدت المملكة عام 1352هـ إقرار الملك عبد العزيز لأول ميزانية، وبلغت أربعة عشر مليون ريال.
وفي ربيع الأول من عام 1373هـ أصبح سعود بن عبد العزيز ملكاً على البلاد حتى عام 1384هـ، وشهدت هذه المدة ازدياد تدفق النفط وتصديره، وتحسنت الأوضاع الاقتصادية عما كانت عليه، لكنها لا تُقارن بما حدث بعد ذلك لا سيما بعد عام 1393هـ، وبعد الطفرة. وكانت رواتب الموظفين والعاملين في غالبيتهم العظمى خلال عهد الملك سعود تتراوح بين مئة ريال وخمسمئة ريال.
استخدمتُ في الكتاب التواريخ الهجرية، وحتى أقرب للقراء الذين يعتمدون التواريخ الميلادية، فسأضع هنا التاريخ الميلادي الذي يماثل بداية كل عقد هجري في المدة التي يتناولها الكتاب التي تبدأ بمولد صاحب السيرة عام 1330هـ، وتنتهي بوفاته عام 1418هـ.
بداية عام 1330هـ توافق بالميلادي 22 ديسمبر 1911م.
1340هـ توافق 4 سبتمبر 1921م.
وتفضل جلالة الملك المعظم فأصدر أمره الكريم بمنحكم رتبة وزير دولة تقديرًا للجهود التي قمتم بها في أداء واجبكم/ ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء فيصل بن عبد العزيز (الملك).
الأمير سلمان هاتفني مشيدًا بالأعمال التي قام بها فهد الفيصل عندما كان أمينًا لمدينة الرياض، وتمنيت لو أن أولاد فهد الفيصل وأحفاده كانوا يستمعون إلى ثناء الأمير سلمان على والدهم/ لدكتور الفوزان ناقلاً كلام الأمير سلمان (الملك).
ويقول حمد الجاسر -رحمه الله: فأمر الملك سعود بإنشاء أمانة مدينة الرياض، وأسند إدارتها إلى رجل حازم من الأسرة السعودية، ذي مكانة عنده، هو سمو الأمير فهد بن فيصل بن فرحان، فشملها التنظيم، وعمتها النظافة.
يقول عبدالله بن خميس -رحمه الله: الرجل الذي جاء بالعجائب، وذلَّل المستحيل، وأعطى الدليل على عبقريته ونبوغه، إن الرجل الذي جعل الرياض بهذه الصفة في وقت قصير، ونفذ الإرادة الملكية في أقل مما يتصوره متصور... وإنا به لمعجبون، ولعمله لمقدرون.
يقول عبدالعزيز الخويطر -رحمه الله: كان رئيس البلدية الأمير فهد الفيصل الفرحان، وكان نشيطًا، له سمعة وصيت، وبمجرد أن يقال الرئيس ينصرف الذهن إليه - رحمه الله - وقد أعطي صلاحيات مطلقة وواسعة، مكنته من أخذ خطوات متتالية لنمو الرياض، وتحسينه، فهدم أحياء، وخطط شوارع، وأقام مرافق في وقت قصير، وكان في وقته مشروع إسكان الموظفين في الملز.
وقد سلط الضوء الحديثي على نسب الأمير فهد وأسرته ليتناول نسب أسرة آل سعود إلى أمير الدرعية سعود بن محمد بن مقرن الذي توفي ليلة عيد رمضان من عام 1137هـ. وقد أنجب أربعة أولاد، هم: محمد، أول أئمة الدولة السعودية الأولى، وثنيّان، ومشاري، وفرحان. ويغلب أن يُذكر فرحان في الترتيب الأخير، مما يوحي بأنه أصغرهم سنًا، ويؤيد ذلك رواية منقولة عن الأمير ناصر بن سعود بن إبراهيم بن عبد الله بن فرحان. وقد ذكر المؤرخ ابن غنام سنة وفاة الإمام محمد، وأخويه ثنيّان، ومشاري، بينما لم يذكر سنة وفاة فرحان، ويحتمل أنه فات ابن غنام ذكرها، ويحتمل أيضًا أن وفاة فرحان بن سعود لم تكن إلا بعد سنة 1212هـ، وهي السنة التي توقف عندها تاريخ ابن غنام. ولم تذكر التواريخ التي شارك فيها أيضًا مع الملك عبد العزيز في استرداد الرياض عام 1319هـ، كما شارك معه في بقية معاركه، وتوفي سعود بن ناصر عام 1382هـ. كما أنجب ناصر سبعًا من البنات، منهن موضي، زوجة فيصل بن تركي بن فرحان ووالدة صاحب السيرة، وشقيقتها منيرة زوجة الأمير عبد الله بن جلوي، وأم أولاده: فهد، وسعود، وعبد المحسن، وعبد العزيز، وسارة. توفي ناصر بن فرحان عام 1358هـ. وجميع الموجودين من آل فرحان اليوم هم أحفاده، أو أسباطه من بنته موضي التي تزوجت من ابن عمها فيصل بن تركي، والد صاحب السيرة.
ويتضح من خلال ما عُرض وما سيُعرض، أن لهذا الفرع من الأسرة المالكة الكريمة دورًا بارزًا في الدولة السعودية عبر أطوارها الثلاثة، يقول الشيخ حمد الجاسر: «ولآل فرحان أثر محمود في مؤازرة إخوتهم في إنشاء الدولة السعودية الكريمة، ومنهم رجال مشهورون بأفعالهم الحميدة قديمًا وحديثًا».
أما الأمير ناصر بن فرحان فهو: الأمير ناصر بن سعود بن إبراهيم بن عبد الله بن فرحان، من مشاهير آل سعود وفرسانهم، وأحد الشجعان الذين شاركوا مع الملك عبد العزيز في استرداد الرياض عام 1319هـ، وكان أحد الستة الذين قادهم الملك عبد العزيز، وتسلل بهم ليلاً إلى بيت عجلان. كما كان معه في دخوله الأول للرياض عام 1318هـ.
وُلد الأمير ناصر في العقد الثامن من القرن الثالث عشر الهجري، قيل عام 1270هـ، وذكر لوريمر أنه وُلد عام 1860م (1276-1277هـ)، أما الرويشد فجعل مولده عام 1283هـ، ومن المستبعد أن يكون مولده عام 1286هـ كما ذكر الأمير سعود بن هذلول، إذ إن ولده سعودًا كان مقاتلاً عام 1319هـ، كما سيأتي.
رحل الأمير ناصر ضمن من رحل من آل سعود مع الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي عن الرياض عام 1308هـ، حتى استقروا في الكويت، وظل بها إلى أن عاد إلى الرياض.
وفي نهاية هذا العرض للكتاب نشيد بما جاء فيه من مواد توثيقية مهمة، إلى جانب العناية الفائقة بكل التفاصيل العلمية والتوثيقية ليكون هذا الإصدار أنموذجًا بارزًا في فن السيرة الغيرية.