عبده الأسمري
منذ سنوات طويلة تأصلت في الإعلام المحلي والخليجي جذور «الوافدين» الذين هبط معظمهم على «قمة» المناصب في الصحف والقنوات الفضائية بمنطاد «الديكور» الوهمي.. وبالحظوظ التي كانت من صناعة «الغافلين» عن مستوياتهم ونواياهم.
يغمرني الأسف أن بعض من هؤلاء كانوا يديرون جمعاً من الشباب الخليجي المحترفين سواء في تخصصاتهم أو خبراتهم وقبلهم انتماؤهم لأوطانهم الذي يعلوه «العرفان» ويوطده الانتماء.. ويعتمرني الألم وأنا أشاهد بعض قيادات الصحف ومسؤولي القنوات بل وملاكها وهم يحيطون القادم من «دكاكين» الإعلام في بلاده بالرعاية والعناية والاهتمام ويعرضون عليهم الرواتب العليا والتي توازي رواتب «فريق» من الخليجيين ليصبح مسؤولاً لدى دولنا يوظف ويفصل ويفرغ عقده «الشخصية» النابعة من قلب حاقد يوارى سوءته خلف أناقته «الوهمية» التي تمررت بكل «سذاجة» على بعض المسؤولين الخليجيين.
ظللت زمنا أتقصى ما قدمه هؤلاء وما هي إمكاناتهم التي جعلتهم يتبؤون هذه المناصب فوجدت أنهم يجيدون تمرير «الحيل» ويجيدون احتيال «التنظير» وعندما راقبت مهاراتهم وجدت أنهم «مفلسين» وكنت ألاحظ أنهم يعادون «الكفاءات» الخليجية ويحاربونها بشكل مخيف ومؤلم.
رأينا قبل فترة إعلاميًا هو جورج قرداحي امتلأ بطنه بخيرات السعودية ثم سافر ووجه سهام حقده إلى البلد الذي عاش تحت ظلال أمنه وظل نعائمه في مشهد يؤكد «شر» من أحسنا إليه ويبرز الأنفس المريضة لهؤلاء «المرتزقة» و»المتسولين» القادمين من «دكاكين» بلدانهم الإعلامية وكانت رواتبهم هنالك لا تتجاوز رواتب عاملي النظافة لدينا.
وشاهدنا قبله «شربل» وزير داخلية حكومة تصريف الأعمال الأحمق الذي علموه «البدو» دروساً في احترام الغير وفي تقدير الأسياد مثلما تابعنا «المهرج» جورج قرداحي الذي كانت تستضيفه قناة أم بي سي ردحا من الزمن ليقدم برنامجاً ساعده فيه وصفق له جماعته من «الاستديو» الداخلي ثم توقف برنامجه لإفلاسه عن تغيير حتى نغمة «الصوت» أو أن حنجرته قد التهبت من كثر البروفات التي لا يستطيع الخروج للملأ إلا بعد أيام من التدريب عليها.. ثم رأيناه يقدم برنامج للم الشمل وكأنه مصلح اجتماعي ليضحك على الناس ببرامج مفلترة وملعوبة بشيء من الضحك وكثير من الدموع الزائفة.. ثم اختفى لنراه بعدها في حكومة لبنان وزيراً للإعلام.. ويا للبؤس أن البلد الذي يدعي الاحتراف الإعلامي يعين «مهرجاً» مأجوراً في هذا المنصب الحساس ولكن فيما يبدو انه تعين بشفاعة من ملالي إيران أو وساطة من حسن نصر الله وليتهم ينفعونه بعد وقوعه في «فخ» التصريحات الغبية والأقوال المأجورة!! والتي ستظل كوابيس وهواجيس تلاحقه في منامه ويقظته.
ويسرى الأمر على كل من مشى على شاكلة هؤلاء فهو «أحمق» لا يعي أن هجومه على وطن عظيم يعني الدفاع السريع والهجوم الأسرع وأنه سيواجه بجيوش من المدافعين وكتائب من المهاجمين ليكون مصيره السقوط في «قعر» «قاع» الانهزام..
الحمقى يتوالدون والسفهاء يتكاثرون لأنهم يأتوننا من «دكاكين» الإعلام و»حوانيت» الصحافة في بلدانهم والبعض منهم يبقى رهين «الأحزاب» وأسير «الأجر» وسجين «النكران» في وقت تفشى بين الإعلام الخليجي في سنوات ماضية مفهوم «الثقة» العمياء المبني على «وهم» عتيق آن الأوان لإزالته واجتثاثه من «عمق» المهن في كل الاتجاهات.. حان الوقت لإعطاء هؤلاء «العينات» دروسًا تاريخية على الملأ وكشف الأقنعة عن وجوههم السوداء الموشومة بالخزي..