أحمد بن عبدالله التويجري
تابع الكثير جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار، في نسختها الخامسة، التي جاءت تحت عنوان «الاستثمار في الإنسانية»، بمشاركة عدد من المديرين التنفيذيين والمستثمرين وصناع القرار العالميين. وبمشاركة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي كشريك مؤسس للمبادرة.
جاءت هذه النسخة في وقت دقيق، يمر به العالم بعد ركود اقتصادي، نتيجة جائحة كوفيد - 19، هذا الركود الذي أثر على اقتصاديات كبرى، وشركات عملاقة.
وجاءت المبادرة على مدى ثلاثة أيام في الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر 2021، وتم عقد مؤتمرات تفاعلية حول الاستثمار في التعليم، والميتافيرس، وفي معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
ودارت المناقشات حول الاستثمارات التي من شأنها أن تحقق أكبر منفعة للبشرية، حيث تشهد قطاعات متعددة نهضة اقتصادية فيما بعد الجائحة.
الدكتورة غادة المطيري عضو مجلس أمناء مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار قالت: في هذه النسخة سوف نواصل إحضار وجمع العقول العظيمة في أحد أكثر المناطق شبابية في العالم، من أجل إحداث تأثير إيجابي على البشرية.. أنتم هنا اليوم لأنكم تجسدون رسالتنا».
التغطيات من القنوات العربية والعالمية لهذا الحدث، وما صاحبها من قراءات متعددة لمحللين واستشاريين يؤكد على أهمية مثل هذه المبادرات التي تجمع أكبر عدد من خبراء الاقتصاد ورجال الأعمال مما يثري الجلسات.
المملكة العربية السعودية، التي منذ بداية أزمة كورونا، والتي صادفت ترؤسها لدول مجموعة العشرين، عملت بشكل كبير ومكثف من أجل تجنب العالم كارثة اقتصادية غير محتملة، فعملت ومن خلال أكثر من مؤتمر - عن بعد - على تصحيح بعض المسارات لتتوافق مع الظرف الطارئ، فحققت نجاحًا كبيراً، وكانت لها الريادة في سرعة التعافي من هذه الجائحة، وكذلك سلامة المواطن والمقيم من هذا الوباء.
في منتدى الاستثمار حضرت وجوه اقتصادية لها تأثيرها الكبير في مجالات عدة، وقد تكون شركات الدعم اللوجستي أكثر الشركات حضورًا في مشهد أزمة الجائحة، وما حققته هذه الشركات من نجاحات كبيرة، مما رفع من أسهمها، يؤكد هذا على نقطة مهمة، ألا وهي أهمية هذا القطاع، خاصة في ظل السوق الكبيرة لمبيعات المتاجر الالكترونية، والتطبيقات الخدمية المختلفة.
تقول الدكتورة المطيري: «يجسد الواقع أن هذا العالم صغير ومترابط ونحن جميعا فيه معا ولا يمكن لأي جزء أن يتم تجاهله بدون أن يضر بالكل.. من واجبنا الأخلاقي أن نقوم بإحداث نمو مستدام قابل للقياس والتحقيق من أجل الأجيال القادمة»
هذه حقيقة أثبتها الواقع، وإن كنا نقول في السابق (العالم قرية صغيرة) فإننا نقول اليوم (العالم غرفة صغيرة)!
النشاط السعودي الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد - حفظه الله - وبتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - يؤكد للعالم أن القيادة السعودية، قيادة عالمية، تسعى لخير البشرية، وأنها تؤمن بالأفعال لا الأقوال.
الخلاصة.. منتدى الاستثمار الذي سبقه بساعات (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر) حراك غير طبيعي، سيحقق بإذن الله نتائج غير متوقعة، ستحدث أثرًا إيجابيًا ليس على المستوى المحلي أو الإقليمي فحسب، وإنما على المستوى العالمي.
الحديث يطول ويطول، ولا يمكن لمحلل ولا لكاتب أن يوفي هذه المشاهد حقها من القراءة أو التحليل.