د. محمد بن صقر
لم تتعلم الحكومة اللبنانية من الدروس الماضية ولن تتعلم من الدروس المستقبلية ولن تعرف كيف تضع مصلحة الوطن ورفاه شعبها واستقراره فوق كل اعتبار، ولم تفرق بين من يعطيها النصيحة لمستقبلها لتعمل به ومن يعطيها الأوامر ليسعى في خرابها ويجعلها شذر مذر، حكومة لبنان التي لا تستطيع أن تحكم وزيراً بقيمة (صفر) كيف لها بأن تحكم شعباً يريد الحياة؟ هذه الحكومة المتردية المختطفة من حزب الله الإرهابي الذي يعشق التخريب ويعيش على المؤامرات وينشر الفساد ويصدر السم، هذه الحكومة التي لم توجد قضية وجدت على أرضها إلا انتهت بعدم الإدانة لمرتكبي القضية وضياعها بين أروقة المحاكم وجيوب المرتزقة، إن شعب لبنان الشقيق لا يستحق مثل هذه الحكومة أن تقوده أو تعبث بمصالحة من أجل مصالح حزبية وإقليمية ومليشيات خلقت دولة وسط دولة تدعمها إيران، إنها حكومة بدون رؤية واضحة تقدم لشعبها، إن حكومة المملكة العربية السعودية تعرف مصالح شعبها وتعرف كيف تحمي شعبها من آفة السم التي تصدر ومن التدخلات الرعناء التي طالت المملكة وكانت المملكة حليمة في تعاملها مع هذه الحكومة المترهلة في قراراتها المخطوفة في إرادتها وتحقيق تطلعات شعبها، إن تصريحات المسؤولين الوزاريين في حكومة لبنان لن تجدي نفعاً ولن تكون كافيه لأن المسألة أكبر من تعليق وتصريح وزير يعتبر لا شيء في الخارطة السياسة ومستقبل العلاقات الدولية، إن القضية تعتبر مصلحة دولة وسيادة وطن فتعهدات بعض المسؤولين اللبنانيين أشبه بوعود انتخابية يمارسونها على شعوبهم التي لم تجد منهم إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية، أإن حزب الله الذي يسيطر على مفاصل الدولة السياسة والاقتصادية ويأتمر بأمر ولاية الفقيه لا ينظر إلى مصلحة لبنان العليا ومصلحة الوطن وإنما إلى مصالح إيران في المنطقة، منذ استخدامه ما يسميه بسلاح المقاومة في فرض سياساته بلبنان، وهجومه على بيروت عام 2008، ثم مشاركته في الحرب السورية وتدريبية لمليشيات الحوثية التي انقلبت على الشرعية في اليمن، إن هذه الوقائع تثبت أن الحزب ليس سوى مجرد أداة عسكرية تخريبية إقليمية تستخدمها إيران لزعزعة الأمن في المنطقة، وبث الفرقة وتعطيل المصالح الوطنية من خلال استخدام عواطف الشعب اللبنانيين باسم المقاومة الشعار الذي أغلق به العقول وزرع الخوف وحطم آمال شعب يريد الحياة، إن حزب الله يرى أن المملكة العربية السعودية هي العدو الأوبدل إسرائيل وهي أحد أهم أجندة إيران الإستراتيجية التوسعية ضد المملكة، إن أبواق حزب الله ومن يمثل أجندته وإن تمثلت في صوت وزير الإعلام ليست بالجديدة على المملكة وليست مستغربة من ناكري الجميل، إن هذا الوزير الذي لم يقدم في بداية مشواره السياسي إلا صفر في العلاقات الدولية والعربية وخلق اضطرابات لن يدفع ثمنها إلا الشعب اللبناني، فحرياً به أن يترك الحكومة وأن يعتذر للشعب اللبناني، أما نحن فلسنا بحاجة إلى اعتذاره لأنه لا يشكل لنا أي قيمة.