أحمد المغلوث
في كل وطن في هذا العالم الشاسع والمترامي الأطراف يظل الحب بين القيادة والمواطنين «الشعب» كما يقال في مجتمعات وأوطان أخرى نقطة الضوء الحقيقية التي يستطيع أن يرى الجميع أنفسهم من خلالها.
وكل مواطن هنا وهناك يتعلق بقيادته المحبة والمخلصة، وبالتالي يبادلها حباً بحب وإخلاصاً يتجدد كل يوم مع إشراقة شمس الصباح. فكل فرد في المجتمع هو واحد من عشرات الملايين الذين يشكلون المواطنين. وكل واحد منهم هو جزء لا يتجزأ من هذه المجموعة من الملايين على اختلاف أعمارهم. يقول سارتر على ما أذكر: إن الفرد هو المجموعة والعكس صحيح.. وأنا أقول كان الله في عون من لا يحب وطنه ولا يخلص له الاخلاص الحقيقي. وبالتالي يتحد معه ليكونا جسداً واحداً.
في الوطن تستطيع أن تقول ما في قلبك وتتحدث عن همومك وخواطرك كما يفعل الأحبة كتاب «الرأي» هنا وفي مختلف وسائل الإعلام. وكل واحد منا يقول رأيه ومشاعره، بل ويعبر بحب عن هواجسه وآماله وأمنياته.
مساء أمس اتصل بي أحد الزملاء القدامى في العمل الحكومي وقد تقاعد منذ عشر سنوات وأكثر، وقال بصوت متهدج لا أخجل أن أطلب منك أن تشير في إحدى كتاباتك أو رسومك الكاريكاتورية عن معاناة أمثالي الذين لم تسعفهم ظروف الحياة الوفاء بالتزاماتهم المالية المختلفة والتي تكاثرت رغم أنوفنا، فأنت تعرف أن أمثالي كانوا محدودي الدخل فلا دخل لهم إلا راتبهم الشهري. الذي تجمد منذ عقود فلا زيادة. ولكن زادت المصروفات والمتطلبات التي توالدت وتطورت الفواتير مع تطور الحياة، فلا يمضي شهر إلا وأمامي تل من الطلبات. فكبر الأبناء والبنات وتضاعفت احتياجات الجميع بصورة جعلتني وغيري في «حيص بيص» كما يقال. فهذا يريد سيارة وذاك يريد وشقيقاتهم كذلك.. وبصراحة بت لست بقادر على الوفاء بالتزماتي العائلية فكيف وأنا مدين للبنك العقاري الذي قام ومنذ سنوات بخصم شهري من راتبي التقاعدي. وهذا من حقه، ولكن صدقني يا أخي لا يبقى من راتبي التقاعدي إلا القليل. الذي لا يكفي لسداد فواتير الكهرباء والماء.
ثم أضاف والعبرة تكاد تخنقه أتمنى لو تطرح بحكم أنك تكتب في صحيفة شهيرة ومتميزة «الجزيرة» حملت منذ بدأت رسالة خدمة أبناء الوطن، فهل تكتب عن معاناتنا التي تجاوزت العقد السابع بسنوات. ولا يحق لهم الاقتراض أو تدوير قروضهم. أن تتكرم عليهم قيادتنا الحكيمة التي أعطت بسخاء وحب في الداخل والخارج أن تسقط عنهم ديونهم لدى البنك العقاري. كرماً وتقديراً لهم ولما يعانونه من متاعب نفسية خاصة وبعضهم باتوا مرضى بالضغط والسكر.. ثم قال أنت تعرف يا أستاذ بيننا وبين قيادتنا ووطننا مودة ورحمة كما هو الحال بين أفراد الأسرة الواحدة. وهذه جزء من المودة والعلاقات ما بين القيادة والمواطن والوطن فهل تشفع لنا مشاعرنا وحبنا لدى قيادتنا الحكيمة والمعطاءة.. أتمنى ذلك.. وقال قبل أن يودعني: هل تكتب عن ذلك؟.. فأجبته سوف أكتب والله يكتب الخير. فنحن قبل وبعد في وطن الخير. وقيادتنا كلها عطاء وخير.