سهوب بغدادي
تهدف المملكة إلى مضاعفة أعداد المواطنين العاملين في القطاعات المختلفة، من خلال استقطاب وتوظيف الكفاءات الوطنية، انطلاقًا من تعزيز أهداف برامج الابتعاث على مر العقود الماضية وتماشيًا مع تمكين الشباب من الانخراط في سوق العمل لتعزيز المواطن الأساسية ضمانًا للازدهار والاستمرارية في شتى الأصعدة.
مما لا شك فيه أن الفجوة الهيكلية في سوق العمل خلال العقود الماضية تطلبت الاستعانة بالقوى العاملة الأجنبية، وبطبيعة الحال انحصرت الوظائف الحكومية على المواطنين، ضمن نظام تكاملي بين القطاعين الخاص والحكومي، ومع تنامي آثار العولمة والانفتاح مما نتج عنه تزايد الشراكات الإستراتيجية مع الجهات الدولية حتى أصبح مفهوم الأمان الوظيفي مرتبطًا بالأداء والكفاءة وأمور أخرى مختصة دون النظر من خلال ثقب ضيق تحت عنوان «أمان الوظيفة الحكومية» كما تعد الإصلاحات الاجتماعية الطموحة أحد المسببات في سمو عقلية الشاب، فلم يعد يبحث عن الثبات، بل تداخلت روح المبادرة والريادة في العديد في تكوين الشباب، لذا تصاعد عدد المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية، من هذا المنطلق، أثبت شباب وشابات الوطن جدارتهم، خاصًة بعد اقتحام المرأة السعودية نطاقات ومجالات جديدة، ونحن الآن كشباب - وأنا منهم- نتطلع بكل شغف وطموح للمشاركة ضمن الرؤية الخاصة بنا كشعب والتي آتت ثمارها قبل أوانها، فالقادم أعظم -بإذن الله- وهو أمر لاشك فيه وكلنا ثقة وشموخ بما نشهده ونعاصره آنيًا. من هنا، لا يسعني الزمان أو المكان لسرد أهمية الإعلام في أية دولة كانت، فنجاحها وتميزها وقوتها ينعكس تباعًا على هوية الدولة والصورة النمطية المقترنة بها، فلسنا بحاجة لملامح غريبة علينا أو لسان أعوج لكي نوصل الرسالة، في السابق قبل الانفتاح الرقمي والمجتمعي كانت الحاجة بارزة ومفهومة لكن الآن لدينا كتلة بشرية وطنية مؤهلة فوق التأهيل المعتاد وهم مستعدون للعمل التطوعي بالمجان في المجال الإعلامي، وأقول ذلك عن تجربة فكنت وما زلت وسأستمر في العمل الصحفي طوعًا وتطوعًا وغيرة على وطني. والأجمل من قرار التوطين لهذه المهنة دعم العاملين فيها باعتبار تواجد الدعم المؤسسي.
«ابن البلد سيعمل، ويبني، ويحرص والأهم من ذلك أنه سيبقى، والبقية راحلون»