بُعيد انطلاق المنافسات السعودية لكرة القدم في الخمسينيات من القرن الميلادي الماضي، انطلق معه التعليق الرياضي. كانت بداياته عام 1957 م، بصوت المعلق الرياضي زاهد قدسي والمعلق الرياضي محمد رمضان، وقد زاملهما في التعليق بعد ذلك سليمان العيسى. كان البث الرياضي في بداياته عبر المذياع، مما اضطر المعلقين إلى وصف ما يرونه داخل الملعب. كانوا يقسمون الملعب إلى مربعات، يحددون اتجاه اللاعب، ويتابعون تحركاته بذكر رقم قميصه واسمه. يحرصون على وصف المدرجات وتفاعل الجمهور. وقد استفاد من ذلك الأسلوب الوصفي فئات المجتمع بما فيهم فئة المعوقين بصرياً. استمر ذلك الأسلوب من الوصف المرئي بعد أن اشترك النقل التلفزيوني مع النقل الإذاعي. فبرز نجوم من المعلقين أوجدوا لهم شخصية متميزة في التعليق مثل: علي داود، وصديق جمال الليل، ومحمد البكر، وناصر الأحمد، ولا يزال الوسط الرياضي يزخر بالمعلقين المتميزين. وبعد تفرُّد البث التلفزيوني بنقل المباريات انحسر أسلوب المعلقين في الوصف المرئي. أخذوا يركزون في تعليقهم على سرد المعلومات والإحصائيات أثناء تحركات اللاعبين، معتمدين في ذلك على متابعة المشاهدين لمجريات المباراة. صاروا يستخدمون مفردات تعتمد على البصر مثل: شوف-شوف-شوف، أو راح-راح-راح، أو يضحكون من حركة تصدر من لاعب أو مشجع. فظهر مع تراجع المعلقين في الوصف المرئي صعوبة لدى المعوقين بصرياً في متابعة الأحداث الرياضية. هذا بالإضافة إلى صعوبة ارتياد المعوقين بصرياً للملاعب. لذا فإنني أهيب بالمعلقين الرياضيين مضاعفة الجهد في الوصف المرئي لمجريات المباريات، وما يتبع ذلك من وصف لتفاعل المشجعين عند رفع اللوحات والأعلام. كما أنتهز الفرصة بتوجيه نداء إلى وزارة الرياضة، بتطوير كفاءة المنشآت الرياضية من خلال تفعيل تقنية الوصف المرئي في جميع نواحي مدرجات الملاعب والصالات الرياضية عبر تقنية (Live Audio Descriptive Commentary) وهي عبارة عن وجود معلق رياضي محلي خاص بالمنشأة الرياضية، يقوم بوصف الحدث الرياضي عبر سماعات رأس لكل شخص معوق بصرياً. يستبعد في هذه التقنية سرد المعلومات والإحصائيات أثناء مجريات اللعب. يتم وصف: العروض الرياضية بشكل مفصل، وحركات الجسد للاعبين والتعابير الوجهية لهم، والتي تعرض على الشاشة. إن هذه التقنية تمكن المعوقين بصرياً من الاندماج في مجتمعهم من خلال مصاحبة أسرهم لمتابعة مجريات المباريات واأنشطة الرياضية الأخرى من على مقاعد المدرجات.
** **
- أنور حسين النصار