د.نايف الحمد
* ما أشبه الليلة بالبارحة.. فقبل سنوات وتحديداً عام 2015م كان النصر يعيش أبهى حضوره، حيث حقق بطولة الدوري وتأهل لنهائي كأس الملك، في حين كان الهلال يعيش صدمة خسارة النهائي الآسيوي أمام سيدني بعد الفضيحة التحكيمية التي قادها الحكم الياباني نيشيمورا.
* في ذلك الزمن خرج رئيس النصر في إحدى القنوات التلفزيونية وعبّر عن امنياته بلقاء الهلال في النهائي إمعاناً في التحدي ورغبة في الإجهاز على هذا البطل الذي لا يعرف الانحناء.
* تحققت رغبة رئيس النصر وتأهل الهلال للنهائي، ثم ماذا!!.. لقد شكلت تلك المباراة علامة فارقة في تاريخ الناديين وأطلقت عليها الجماهير مباراة (جحفلي) على إثر ذلك الهدف القاتل الذي أحرزه المدافع محمد جحفلي وأعاد به الهلال للمباراة قبل أن يحسمها أبناء الزعيم بالركلات الترجيحية.
* بعد تلك المباراة انقلب حال النصر، فخسر لقاء السوبر من الهلال ووصل ترتيبه في الموسم اللاحق للثامن ورددت الجماهير العربية كلمة (الجحفلة) وأُضيفت للمعجم العربي كدلالة على الوصول المتأخر، وعاد الهلال لقمة توهجه وعنفوانه.
* في 19 أكتوبر الماضي حدث لقاء القرن في نصف النهائي الآسيوي بين الغريمين.. وكانت الإدارة النصراوية قد أعدت خطة (مليارية) سبقت بداية الموسم بهدف إعداد فريق قادر على تحقيق البطولة.. ورغم أن الفريقين قد اقتسما الترشيحات بالتأهل، لكن النصراويين بالغوا في التفاؤل لدرجة أن البعض اعتبر المباراة مجرد مرور في الطريق للبطولة، حتى أن الجماهير أطلقت عبارة (هاتوا الهلالي) بعد الفوز العريض على الوحدة الإماراتي في دور الـ8 بخماسية، أما الإدارة فكان استعدادها للمناسبة غير مسبوق!
* ثم ماذا! .. ظهر الهلال كعادته في المناسبات الكبيرة وحقق فوزًا غاليًا في حين وضح تأثير الضغط على لاعبي النصر ولم يستطيعوا التخلص منه وتسبب في عدم قدرتهم على مجاراة الهلال.
* لم تنتهِ المباراة عند هذا الحد، فقد أشعل المدير التنفيذي للنصر حسين عبدالغني فتيل المشاكل وأفسد الأجواء الجميلة التي لطالما سادت بين القطبين، فما كان من نجم الدفاع الهلالي علي البليهي إلا أن قام بـ (غرس العلم الهلالي) في وسط ملعب (مرسول بارك) احتفالاً بالانتصار.. وأطلقت بعدها جماهير الهلال مسمى (البليهي بارك) على ملعب المباراة لتبقى هذه الذكرى حية خالدة في أذهان من عاصروها.
* سنوات طويلة مرت بين حادثة (جحفلي) و(غرسة البليهي) لكن الحادثتين كتبتا فصولاً من التاريخ الرياضي وأضفتا الكثير من الإثارة وكانتا سبباً في كثير من المتغيرات التي حدثت في الماضي وستحدث لاحقًا، لأن الأحداث الكبيرة لابد لها من تبعات.