خالد بن حمد المالك
دافع سليمان فرنجية عن سلوك مرشحه لوزارة الإعلام في حكومة نجيب ميقاتي، وقال إن ما تحدث به قرداحي يندرج تحت حرية الرأي، وأنه ضد استقالته أو اعتذاره، وأنه لو استقال فلن يقوم تيار المردة بترشيح بديل عنه، وأيده حسن نصر الله الذي يعد جورج قرداحي أحد المنتمين لحزب الله والمؤيدين لسياسات إيران وسوريا.
* *
وأنا أتفق مع فرنجية، وأطالب قرداحي بعدم التفكير بالاستقالة، أو حتى الاعتذار، فالرئيس اللبناني عون ورئيس الحكومة ميقاتي يريان أن تصرفه وما قاله عن المملكة والإمارات واليمن من كلام مشين ومسيء تَمَّ قبل أن يكون وزيراً، بمعنى أنه لا بأس أن يكون وزير الإعلام اللبناني بهذه المواصفات من التفكير والسلوك والعدوانية والكراهية للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، ولهذا تَمَّ اختياره في وزارة ميقاتي.
* *
أنا مع فرنجية بعدم التفكير في إقناع قرداحي بالاستقالة، حتى وإن كان قد طلب منه رئيس الوزراء الضعيف نجيب ميقاتي بالتفكير في مصلحة لبنان والتصرف على هذا الأساس، أي أن ميقاتي لا يكُرهه على الاستقاله، ولا إقناعه بالاعتذار، فالأمر يرجع لقرداحي ولقناعاته الشخصية أولاً وأخيراً، مع أن استقالته واعتذاره لا يعنيان شيئاً للمملكة، ولا يصلحان ما أفسده في علاقات لبنان بالمملكة ودول الخليج، فهذه العلاقة كان قد تم إفسادها قبله من الرئيس عون وحسن نصر الله وجبران باسيل.
* *
ولكي تعود العلاقة بين لبنان والمملكة ودول الخليج العربية فإن هذا يحتاج أولاً إلى نزع سلاح حزب الله وتحييد نشاطه العسكري ليكون حزباً سياسياً لا حزباً عسكرياً متسلطاً يُدار من طهران ضد مصالح لبنان وشعب لبنان والمملكة ودول الخليج، ولكي تعود العلاقات إلى سابق عهدها فيجب أن تكفَّ الأبواق الإعلامية والسياسية من التطاول على المملكة ودول الخليج، وتُمنع من رشق دولنا ببذاءات بعض الإعلاميين والسياسيين اللبنانيين، فالاستقالة أو الإقالة إذاً لا تمثل شيئاً في ترميم العلاقات.
* *
ومثلما قال وزير خارجيتنا بما معناه أن الخلاف هو في لبنان، وليس مع المملكة، أي أن على اللبنانيين أن يصلحوا أوضاعهم، وبين أنفسهم، وعلى الشعب اللبناني أن يتحرك لمحاسبة مَنْ وضعَ لبنان على سكة الانهيار، وأبعده عن محيطه العربي، ومَنْ كرَّس من اللبنانيين عدوانه على داعميه، والمقصودون هنا المملكة ودول مجلس التعاون، وأن يتحرك ضد عبودية تنظيم حزب الله لإيران، ومحاولة حسن نصر الله إلزام اللبنانيين بها.
* *
اعتذر جورج قرداحي أو لم يعتذر، استقال أو لم يستقل، فإن قرار المملكة والدول الخليجية لا رجعة عنه، والوساطات من أمريكا وغير أمريكا لا قيمة لها، فمصالح دولنا أهم من مصلحة لبنان التي غيَّبها تراخي المواطنين اللبنانيين الشرفاء في تعاملهم الرخو مع مسببيها، وهم تحديداً بلا مواربة حزب الله، والتيار الوطني الحر، وتيار المردة، وحركة أمل، ومظلتهم الرئاسة اللبنانية بقيادة ميشيل عون إلى جانب مجلس الوزراء الضعيف برئاسة ميقاتي.
* *
قرار المملكة المتبوع بقرارات دول مجلس التعاون الكويت والإمارات والبحرين وقطر وعمان جاء في الصميم من حيث التوقيت والمسببات، ومنذ الآن لن نكون في حالة استنفار وجاهزية لمنع تصدير المخدرات من لبنان إلى دولنا، ولن ننخدع بإعلاميين لبنانيين مشبوهين للعمل في قنواتنا ووسائل إعلامنا ممن هم على شاكلة العميل الإيراني جورج قرداحي، وسنحتفظ بدعمنا المالي للبنان لنقدمه لتنمية دولنا، ورفاهية شعوبنا، مع الاستغناء عن كل ما كان يرد إلينا من واردات لبنانية، كنا من قبل نفضلها على غيرها دعماً للشعب اللبناني المغلوب على أمره قبل أن يستفحل العدوان علينا من لبنان.