عبده الأسمري
بين «نبل» النماء و«فضل» الانتماء أقام «صروح» المآثر أمام «بصر» الذاكرة.. ومن عمق «الالتزام» إلى «أفق» المهام بنى «طموح» التأثير في «قدر» المكانة..
وسط تخطيط المشاريع صنع «الفرق» في شبكة «الطرق» وأمام صناعة الفارق ضرب المثل في حركة «النقل فكان «المدير» الفني الذي قاد «الانتصار» في ميادين «التنمية» و«الوزير» المهني الذي سجل «الاقتدار» في عناوين «الحضارة» مواجهاً «جغرافية» التضاريس باحترافية الأهداف..
إنه معالي وزير المواصلات وأمين الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة السابق الدكتور ناصر السلوم أحد أبرز الوزراء ورجال الدولة..
بوجه مديني وملامح خليطة بين «الود» و«الجد» مع تقاسيم مألوفة تتقاطع مع «أسرته» تتقاطر منها سمات «الإنصات» وتتسطر وسطها صفات «الثبات» وابتسامة تعكس «وفاء» النفس وتبرز «صفاء» الروح وعينين تشعان بالدراية وتنبعان بالحنكة وأناقة وطنية تستند على محيا عامر بالفضل وطلة زاهية باهية ودودة ولغة جهورية تتعالى منها العبارات المهنية والاعتبارات الوطنية وفصاحة تنطلق من «مخزون» فكري وحصافة تنطق من «مكنون» ذاتي قضى السلوم من عمره عقوداً وهو يرسم خرائط «الإنجاز» في متون «النتائج» ويمهد دروب «الامتياز» في شؤون «المنافع «ويؤسس أصول «الاعتزاز» في فنون الأداء.. مهندساً ومشرفاً ومسؤولاً ووزيراً وأميناً وقيادياً ومخططاً صعد سلالم «المجد» بخطوات «الواثق» وأضاء مشاعل «السخاء» بإضاءات «المؤثر» فكان رجل «المهمات» الصعبة وبطل «المراحل» المهمة في إمضاءات «القيادة» وومضات «الريادة».
في المدينة المنورة ولد عام 1358 في يوم مفرح أبهج قلوب حيه الصغير المكتظ بالألفة وملأ قلب أسرته العريقة بالبهجة.. ونشأ بين والد حكيم علمه الحنان وحسن الخلق وأم متفانية دربته على العطف وطيب المعشر فنمت في وجدانه بذور الحسنى ليكبر متوجاً بالمحاسن والقيم التي كانت بوصله أولى ولى إليها قبلة حياته.
ركض السلوم بين أحياء قباء وباب المجيدي وشارع الساحة منتشياً بنهارات طيبة الطيبة وتعتقت أنفاسه بروائح البخور في منازل الطيبين وتشربت نفسه لوائح التوجيه في مرابع الناصحين.. وانغمست في ذاكرته الصغيرة مشاهد «الروحانية» في جموع المصلين ومعاني «الطمأنينة» في مجاميع الزائرين للمسجد النبوي فكبر وفي قلبه «نداءات» السكينة وفي عقلة ذكريات «الجيرة»..
كان السلوم طفلاً يرتقب «دعوات» النبلاء في «محافل» الاحتفاء بالرزق في حوانيت حارته، ويراقب «اعتبارات» الفضلاء في «مواقف» الاعتناء بالنصح في مجاميع عشيرته فتشكلت في ذهنه «خرائط» النشأة التي اتخذت من «الفضائل» خطوطاً خضراء لرسم مطامح المستقبل ومن «الشمائل» مساحات بيضاء لتشكيل طرائق الفضل..
كان السلوم طفلاً في حجر والده يراقب «مناهج» تعاملات البيع والشراء في سوق «الشروق» بالمدينة ويسجل في ذاكرته «الغضة» المعاني والتفاني في تعاضد أبيه مع شريكه «صالح القاضي» رحمه الله في تجارة الأقمشة التي كانت «الذكرى» الأولى التي كتب منها «عناوين» الوفاء في مقتبل العمر و«تفاصيل» الاستيفاء في ناصية التقاعد..
بدأ دراسته في المدينة المنورة في مدارس طيبة وأنهى فيها المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ثم انتقل إلى مكة المكرمة حيث كانت والدته مقيمة هناك لدى خاله ودرس في مدرسة تحضير البعثات وانعتق من الاعتمادية إلى الذاتية طالباً الطموح الشخصي فعمل في الثاني الثانوي في مصلحة الجمارك بالمطار براتب 500 ريال فضة تسلمها في «كيس» شكلت له رصيداً أول للعصامية وأعقبها بوظيفة صيفية محاسباً في شركة الكهرباء فبدأ يرتب «مواعيد» النفع على «أسوار» الدوافع..
ولأنه مسكون بالعلا استمع إلى «نصائح» زاخرة بالحكمة من خاله الموظف بوزارة المواصلات ومن المسؤول فيها حينذاك محمد أبا الخيل فعدل وجهة «اختياراته» من الطب ليدرس الهندسة المدنية في جامعة القاهرة بمصر وينال منها البكالوريوس وعاد إلى وطنه وعرض عليه العمل مشرفاً على طريق صلبوخ في الرياض ورفض كونه في بداياته وعمل مساعداً لأحد المهندسين وعمل فترة ثم حصل على منحة وزارية نال من خلالها درجة الماجستير ثم الدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة أريزونا بأمريكا.
عمل السلوم في وزارة المواصلات في المشاريع وتولى إدارتها ثم عمل وكيلاً للوزارة حوالي 20 عاماً كان فيها «سراً» لعلانية «التطور» حيث اهتم بشبكات الطرق وظل يعمل في الميدان والمكتب موائماً بين التخطيط النظري والتنفيذ الفني مما جعله «منفرداً» في عطاءات «المسؤولين» حتى نال الثقة الملكية عام 1416 بتعيينه وزيراً للمواصلات وظل فيها طيلة ثماني سنوات حتى عام 1424 حتى صدر أمر بتعيينه أميناً عاماً للهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة التي ترك فيها بصمات «جلية» و»إنجازات» واضحة في دروب «النماء» وخطط «التميز» ونال عدة عضويات ورئاسة فخرية لعدة قطاعات داخلية وخارجية ومشاركات وطنية ودولية متعددة.
أربعون عاماً كانت فيها «المواصلات» للسلوم بيتاً بجانب البيت العائلي وموطناً داخل الوطن الرئيسي حيث جاءها والطرق المعبدة فيها لا تتجاوز مئات الكيلومترات وخرج منها والطرق تتجاوز الـ50 ألف كلم كانت له فيها «توقعات» الخبير و»وقائع» الوزير لتكون فيها الوزارة في «عصمة» ابن بار وفي عهدة وطني مغوار أمضى فيها من الساعات والأيام والأشهر أكثر من حياته الخاصة.
ناصر السلوم الوزير الخبير صاحب العطاء الوطني والسخاء المهني في سجلات «الوزراء» بكفاءة «التفكير» وجودة «التدبير» وإجادة «الإنتاج» والقيادي القدير المتوج في «قوائم» المؤثرين علماً وعملاً وتعاملاً كقامة وزارية وقيمة وطنية.