لا تزال جملة (النادي المحظوظ) تتردد كثيراً في وسطنا الرياضي، والذي يُراد من هذه الجملة هو أن هذا النادي المحظوظ تتسهل له الإنجازات والانتصارات وهو لا يستحقها البتة! كأن هذا النادي منذ أكثر من أربعين عاماً أو تزيد، تأتي إليه الإنجازات صدفة وهو لم ينتبه لها، مثله كمثل نائم دُسّت في مخبئه كنوز، ثم أفاق فوجدها فزعم أن هذه الكنوز له، وإنما أتت إليه سوقاً لاختصاصه بها دون غيره!!
وليس المراد في جملة (النادي المحظوظ) أنه محظوظ بإنجازاته العريقة، وتاريخه العظيم، وتزعمه لقارته فضلاً عن بلاده.
والصواب في هذا الأمر أن هناك أندية اختصت بأمور دون غيرها بقدر، كهذا النادي الذي يمتلك رابطة يصعب على الأندية الأخرى الحصول على رابطة كرابطته ، أو كالنادي الآخر الذي وجد في تاريخه لاعباً يصعب أن تنجب الملاعب مثله في طريقة لعبه، ومهاراته، وهذه الأمور التي مثلت لها طبيعية لا تسلب من النادي المنافس قيمته التاريخية.
أما في الصدف التي تأتي وتكتب في تاريخ النادي وهو لا يتسحقها عطفاً على ما يقدمه؛ فنعم هناك أمثلة على هذا الأمر: منها أن يجد نفسه بين كبار الأندية بسبب ضخ إعلامي تخلله ضجيج في القنوات والصحف لا على ما يقدمه من أرقام وبطولات وخبرة دولية في الملاعب، ومنها أن يصنع الوهم ويناكف في هذا الوهم الأندية المنافسة له كشرف الوصول إلى بطولة ما بغض النظر عن طريقة الوصول وعن تحقيق الإنجاز في هذه البطولة أو لا! ومن شدة الوهم التي تصيب جماهيره أحيانا يقولون: اشتاقت لنا البطولة الفلانية، وهم لم يحققوها البتة! ومنها تحقيق بطولات بسبب تغيير بعض الأنظمة فتصب في صالحه دون غيره، كاستبعاد الدوليين مما يتضرر به الفريق المنافس ويستفيد هو! ومنها تغيير أرقام البطولات إذا اشتدت المنافسة الإعلامية كي تستمر الجماهير بالنظر إليهم حتى لا يفقدوا قيمتهم، ومنها أن يكون هذا النادي مبتعدا عن المنافسة في جميع البطولات، بل يستبعد أحيانا من أكبر البطولات لأجل الرخصة، ثم يأتيه الدعم أسوة بغيره فيجد نفسه في المنافسة، بل ربما ترتقي طموحاته لأن يصل إلى نصف نهائي بطولة القارة بعد أن كان أقصى أمانيه أن يتأهل من المجموعات.
فهذه الصدف التي قد تأتي إلى نادٍ ما يصح وصفها بالصدف أو أن هذا النادي محظوظ على مراد الجماهير، وأن هذا النادي لا يستحق السمعة التي يطلقها عليه إعلاميوه ومشجعوه، أما في العمل التراكمي والخبرة الإدارية والتدقيق في اختيار اللاعبين وتزعم البطولات والثبات في المنافسة في كل موسم فهذه أمور لا يمكن أن تكون صدفة على مدى عقود طويلة من الزمان، وأن هذا النادي المتزعم محظوظ لا يستحق هذه البطولات والانتصارات التي يقدمها، لماذا؟ فقط لأنه يسجل آخر الدقائق!
** **
- عبدالله البكر