الكل يبحث عن السعادة وهي مطلب لكل إنسان. وقد تكون بين يديه ولم ينتبه لها. والبعض الآخر قد يمارسها بشكل يومي وفي كل لحظاته وسكناته ولكن المشكلة تكمن في دائرة عدم الإحساس بها فهي لم تلامس مشاعره وأحاسيسه بقصدٍ منه أو بغير قصد!! وذلك لسبب واحد وأنا أُؤكد عليه في هذا المقال الذي يبحث عن درب السعادة حتى نسلكه جميعاً. أذكر من الأغاني الجميلة والقديمة للفنان محمد عبده أغنيه «وينك يا درب المحبة» من كلمات الشاعر حسين المحضار «رحمه الله» وكان يبحث من خلالها عن الطريق الذي يصل بهِ إلى «المحبة».
ولأن المحبة والسعادة يقترنان ببعضهمل البعض فالإنسان عندما يُحِب ويُحَب يتسلل إلى قلبه وروحه أحاسيس ومشاعر الفرحة الغامرة التي تشعره بما هو فيه من نعمة وهي نعمة السعادة لأنه لم يشغل نفسه بما عند غيره وبما هم يملكون وتناسى ما هو فيه من سعادة ونِعم لا تُعد ولا تحصى حباه الله سبحانه وتعالى بها قد لا يملكها أحد غيره من الذي أفنى حياته في مراقبتهم!!
فقد قيل في الأدب العربي «من راقب الناس مات هماً» لأنه حمل نفسه ما «لا تُطيق».
ومع هذا الإحساس المدمر للصحة العامة وسلامة الصدر والقلب لا شك في أن هذا الشعور يحجب كل جوانب الحياة السعيدة لدى البعض فهم مشغولون بمتابعة ومراقبة غيرهم من عباد الله الساعين في إعمار الأرض والمستثمرين لأوقاتهم فالوقت بالنسبة لهم من ذهب (بل هو الذهب نفسه) لأنهم ماضون في السعي لتحقيق أهدافهم بالجد والعمل أياً كان العمل وظيفة كانت أو حرفة جيدة أو صنعة ماهرة متقنة أو علماً نافعاً ونفعه متعدٍ للآخرين وهذا يُعد من أسباب السعادة (في وجهة نظري الخاصة) فهم لا وقت لديهم.
بينما الفئة الأخرى من الناس يشقون بما لم ينزل الله بهِ من سلطان (لماذا؟) لأنهم أشغلوا أنفسهم بمتابعة الناس خاصةً مع ثورة (السوشال ميديا) والعيش بالأماني فقط من دون السعي ولو بخطوةٍ إلى الأمام للبحث عن السعادة من خلال استثمار الوقت بالعمل سواء بالتدريب والتعليم المستمر أو البحث عن العمل الحكومي أو الخاص ومن خلال الأعمال الحرة والعمل التطوعي، فمع عجلة الحياة المتسارعة والمتغيرات لنمط الحياة الاجتماعية أصبح هناك فئة من الناس يشعرون بالنقص في مقومات الحياة السعيدة والسبب هو عدم البحث عنها وإيجادها من خلال كل ما ذكرناه آنفًا ومنها قيمة العطاء التي اتفق علماء النفس والناجحون بأنها سبب من أسباب الحياة السعيدة.
وفي الختام أعزائي القُراء نصيحة من مُحبة لكم... لا تؤجلوا سعادة اليوم إلى الغد عيشوا اللحظة الجميلة.
وكما قال: الأمير الشاعر خالد الفيصل:
إلى صفالك زمانك علّ يا ظامي
اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها