خالد الغيلاني
فِي جَانِبِ الحُبِّ مَا أَلْقَى وَمَا أَزِرُ
أَهَذِهِ لَوعَةٌ أَمْ هَذِهِ شَرَرُ!
وَذَاهِبُونَ إِلَى لا شَيءَ وَانْتَبَهُوا
عِنْدَ التَّقَحُّمِ... حَقًّا أَنَّهُمْ بَشَرُ!
ثَكْلَى مِنَ الْحُزْنِ لَا أَرْزٌ يُظَلِّلُهَا
وَلَا مَلَاذٌ لِمَا يُقْضَى وَلَا وَزَرُ
وَنَابِتُونَ عَلَى وخْمٍ قَدِ امْتُلِخُوا
حَتَّى تَحَصَّدَ مِنْهَا السَّاقُ فَانْكَسَرُوا
شَيْئَانِ كَانَا يُثِيْرَا كُلَّ أَسْئِلَتِي
لُبْنَانُ وَالمَوتُ... مَاذَا بَعْدُ أَخْتَصِرُ!
ثَلَّاجَةٌ حَنَّطَتْ أَمْوَاتَهَا وَرَأَتْ
فِي المَوتِ فِكْرًا جَمَيلًا... سَاءَتِ الفِكَرُ!
حَتَّى المُعَزُّونَ مَالُوا عَنْكِ وَانْتَبَهَتْ
جِياعُكِ اليوَمَ لَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ!
قُولِي لفَيرُوزَ أَنْ تُهْدِيكِ أُغْنِيةً
لُبْنَانُ مَاتَتْ فَلا نَهْرٌ ولا قَمَرُ!
مَتَى ذَهَبْتِ فَمَنْ عَزَّى لِهَالِكَةٍ
وَأَمُّهَا تَخْمِشُ الوَجْهَينِ... تَنْتَحِرُ!
وَمَا كُفِرْتِ وَلَكِنْ كُنْتِ كَافِرَةً
فِإنْ رَجَعْتِ... فِإنَّ الأَهْلَ قَدْ غَفَرُوا
وَمَا بِلُبْنَانَ إِلَّا أَهْلُنَا وَلَهُمْ
حُبًّا بِحُبٍ... وَلَكِنْ لَيتَهُمْ شَعَرُوا!
لِيَرْحَمَ اللهُ شَيْخًا فِي بَرَاثِنِهِ
نَجْدٌ ولُبْنانُ حتَّى يَنْتَهِي البَصَرُ
الْمُلْكُ سَلْمَانُ كُلُّ الْمُلْكِ فَانْتَبِهي
أَنْ تَزْأَرَ الأَسْدُ أَوْ يَسْتَحْكِمَ القَدَرُ
رِيَاحُ نَجْدٍ فَمرِّي أَنْتِ قَادِرَةٌ
مِنْ يَبْلُغُ المَجْدَ لَا يَرْثَى لِمَنْ دُثِرُوا
مَمَالِكُ اللهُ فِي أَرْضٍ تَمَلَّكَهَا
السَّادَةُ النُّجْبُ والدُّنْيَا لِمَنْ قَدِرُوا
تَلَكَّأي عَادَةُ الإِخْلَافِ غَالِبَةٌ
وَاسْتَمْطِرِي خُلْفَ طَهْرَانٍ فَمَا مَطَرُوا!
سَحَائِبُ اللهِ فِي نَجْدٍ مُلَبَّدَةٌ
سَحِائِبٌ حِمْلُها الدُّنْيا لَمَنْ فَكَرُوا!
لُبْنَانُ يَا قِرْبَةً خَرَّتْ بِمُخْزِيةٍ
شُدِّي وِكَائِكِ قَدْ شُدَّتْ بِكَ العِبَرُ!
لَو أَنَّ كَلْبًا إِذَا مَا فَاهَ مُلْتَويًا
بِذَنْبِهِ (فَرُمِي) لَمْ يَبْقَ لِي حَجَرُ
حَمَلْتُ فِي أَضْلُعِي فَرْعَينِ مِنْ قَمَرٍ
حَمْلْتُ حُبِّي حَمْلْتُ اللهَ... لِي ثَمَرُ
حَمَلْتُ بَحْرًا حَمَلْتُ الرِّيحَ جَارِيةً
وَدُونَهَا أَجْبُلٌ فِي العِشْقِ أَوْ جُزُرُ
حَمْلَتْ مَعْنًى لَذِيذًا مِنْ مَشَاهَدَتِي
كَالْمَثْنَوِيِّ (مِنْ الرُّومِيِّ) تَنْعَصِرُ!
صَفْحًا جَمِيلًا إِذَا فِي الصَّفْحِ وَاجِعَتِي
رَأَتْ ذُنُوبِي... وَقَالَتْ سَوفَ تَعْتَذِرُ؟!
حَتَّى توحَّدتُ لا ذَنْبِي يُؤخِّرُنِي
وَلَا غِيَابِي... (ألا للهِ) مَنْ يَخِرُ
وَضَارِعِينَ بَكُوا حَتَّى تَبَلَّلَهُمْ
غَيمٌ نَدِيٌّ...فَلا تَسْأَلْ إِذَا سَكِروا ؟!
«سَيْعَلَمُ الجَمْعُ مِمَّنْ ضمَّ مَجْلِسُنَا»
بَأنَّ شَيئًا جَمِيلًا لا يُرَى كَفَرُوا!