وادي الدواسر - مبارك الدوسري:
لفت صميل اللبن أنظار زوار مهرجان وادي الدواسر للتمور، خاصة من جيل الشباب والصغار من الجنسين، الذين لم يعايشوا الحقبة الزمنية التي كان موجوداً بها، ويكاد لا يخلو بيت في المحافظة منه في ذلك الوقت، باعتبار اللبن والتمر الغذاء الرئيس لسكان وادي الدواسر منذ القدم كونها منطقة زراعية.
وأبدى الكثيرون من زوار المهرجان رغبتهم في التعرف على ماهيته وطريقة صناعته وعمله، حيث تتولى ذلك أم راجس إحدى الموجودات بالمهرجان والتي عايشت تلك الفترة، وقامت بصنع اللبن «خضه» سواء في صميل الجلد أو المعدن.
وخلال زيارة قمنا بها هناك بالوقوف على الجناح الذي يتم فيه تثقيف الزوار بالصميل، الذي أوجد بنوعيه على حوامل مكونة من ثلاثة أعمدة خشبية، حيث تذكر أم راجس في شرحها أن الصميل عبارة عن وعاء جلدي مصنوع من جلود الضأن أو الماعز المدبوغ حيث يخرز من قاعدته، ويصر ويجمع مكان الأيدي والأرجل من خلال خياطتها وربطها بشرائح جلدية تسمى (قدّ) فيما يبقى مكان الرقبة كفوهة للصميل يعبأ ويفرغ من خلالها الحليب قبل وبعد خضه حيث يصبح لبناًً.
وتبين للجمهور في شرحها أن مسميات ذلك الوعاء تختلف وفقاً لاستخدامه وما يحتويه فهو إذا كان يحتوي على الماء سمي قربة، وإذا ملأناه باللبن يسمى شكوة أو سعن أو صميل، وإذا احتوى على دقيق سمي بالمزود، وإذا تمت تعبئته بالسمن سموه عكة، وإذا وضع فيه الدبس سمي بطانة، فيما إذا خصص للتمر سموه شنة.