د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** نألفُ من نعرف فندنو منه شعورًا ولو لم نلتق به حضورًا، وقد يُحصي صاحبكم عدد المرات التي التقى فيها بأستاذه أبي خالد، ولن تتجاوز أصابعَ يدٍ مفردةٍ، غير أن عمقَ تقديره له لا يُحدُّ بعدّ ولا يُعوزُه مدّ؛ فالاستماعُ إليه - بلهجته العذبة حين يُنشدُ نصًا، أو يُبحرُ عروضًا، أو يقصُّ حكايةً - متعةٌ تنقلك بين جمال اللغة، وحركة الجسد، وحيادية السرد، وتبلغ المتعةُ ذراها حين يستشهدُ بمروياتٍ عاميةٍ فيجمع أندى الفصيح بأجدى الشِّفاهي، ولن يدرك قيمة التئامهما إلا من رُزق حبَّهما معًا، من غير تحسسٍ من مزاحمة العامة أو خطر العامية.
** ليس أجملَ من الإلْفِ المبرّأِ من المجاملة أو التجمل، وللكتابة مذاقٌ مختلفٌ عندما يتمثلُ فيها من يستحقُّ بما يحقُّ، ولعل هذا الملفَّ يعرضُ صورةً مضيئةً عن إنسانٍ مضيءٍ، وفيمن شارك كفاءٌ وغِنى.
** القربُ قلب.