د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** مثَّل رقمًا مهمًا في الإعلام الثقافي المقروء والمرئيّ، وإن لم يرهُ عبر منتجاته فيهما، وهي ذائعة بما لا مزيد، بل عبر منتجه البشريّ في أولاده (فراس وسلام وعلاء وأوراد)؛ فقد انتقل صاحبكم من معهد الإدارة إلى قطاع التعليم الأهلي، واتفق أن التحق الرباعيُّ الجميلُ في المدارس التي صار صاحبكم نائبًا لرئيس شركتها ومديرًا عامًا لمدارسها، وبالرغم من وجود مديرين ووكلاء ومرشدين ومشرفين تعليميين لكل مرحلة إلا أن منهجه الإداري كان العملَ الميدانيَّ المباشر بالمرور على الصفوف الدراسية، وتفقد الخدمات المتصلة بها من معامل ومكتبات ومقاصف ومصليات ودورات مياه وبوابات ومواقف سيارات وغيرها؛ متابعةً واطمئنانًا وضمانَ انتظامٍ وأمنٍ وسلامة، وكان يبتدئ دوامه بعد صلاة الفجر مباشرة قبل وصول الحراس إلى مواقعهم.
** آمن أن الإدارة الميدانية أكثرُ فاعليةً من الإدارة المكتبية، ولم يغلق مكتبه ساعةً أمام طالبٍ أو ولي أمر؛ فالاتصال الفعّال أساسها، وهنا عرف الأستاذ «محمد رضا نصر الله» عن قرب حين سجل أولاده بدءًا، وعندما كان يزوره متابعًا أو مطمئنًا، واقترب منه «فراس وسلام» تحديدًا وأدار معهما حواراتٍ شفافة، ولم يُخفِ إعجابه بنضجهما ووعيهما ووطنيتهما.
** سارت الأيام، وكبر الصغيران، وتسنما مواقعهما، واختلف موقعُه؛ فالتقى بهما عبر الوسائط الرقمية، وكتب الدكتور سلام محمد رضا نصر الله في «الثقافية» مقالًا بديعًا عن «أربنة تاريخ الطب»، وقرأ له كتاباتٍ في «فيسبوك» ذات رؤىً متميزة، وما يزال يحثُّه على المواصلة، والظن أن «فراس» لو تصدى للكتابة لبرز فيها فهو ذو أفقٍ منفتح.
** صارت «أوراد» طبيبةً نابهة، ولا يعلم عن «علاء» فقد كان صغيرًا وقتَ عمله، غير أن «الخطيَّ يَنبتُ من وشيجه» وسط هذه الأسرة المورقة.
** لم ينجح أبو فراس في برامجه النوعية وفي مقالاته الصحفية وفي إشرافه الثقافي فحسب؛ بل نجح في بناء منظومة عائليةٍ راقيةٍ، مثلما كونت برامجه: «الكلمة تدق ساعة» و»هذا هو» و»هكذا تكلموا» وزاويته «أصوات» وإسهاماته الصحفية والشورية مدار إضاءةٍ تُذكر له.
** التميزُ تربةٌ وتربية.
**********
قريباً ملف عن الأستاذ محمد رضا نصر الله