شاء الله أن ألتقي به قبل 36 عاماً حينما كنت في عام التخرج في جامعة الملك سعود، وقد كلفت برئاسة وفد الجامعة في ملتقى الجامعات الخليجية الذي نظمه مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية إبان إدارة المرحوم الدكتور محمد الرشيد له، قبل توليه وزارة التربية والتعليم في السعودية، الرحلة كانت لمدة أسبوع تقريباً، وشملت البحرين وقطر وجدة، وكانت كل دولة ممثلة بجامعة، عدا السعودية والعراق التي مثلت بعدة جامعات بحكم أنهما تضمان جامعات أكثر، وكانت جدة المحطة الأخيرة في ضيافة جامعة الملك عبدالعزيز، وكان الدكتور عبدالمحسن القحطاني عميداً لشؤون الطلاب، وقد استقبلنا في المطار وذهبنا لمكان إقامتنا في مبنى جديد لسكن الطلاب، وفرت فيه كل احتياجاتنا، وتم عمل برنامج زيارات لأهم المعالم السياحية والعلمية في جدة، ولم يتركنا (أبو خالد) لحظة واحدة، وبدأت شخصياً أحب هذا الرجل وأتكلم معه فيما هو شخصي وعام، فوجدت أريحية ولطفاً بالغين تركت أثرها علي بشكل كبير، وقد تواصلت العلاقة بشكل أكبر حينما رأي وفد جامعة الملك عبدالعزيز في مسابقات المسارح الجامعية السعودية، توطدت العلاقة بشكل أكبر حينما تعرف ابن عمي عبدالله بن عبدالرحمن بالابن الكبير (خالد) للعم عبدالمحسن صدفة ذات سفر، فربطا والديهما بتلك العلاقة، فصارا يتزاوران ويتهاتفان وإن بشكل متقطع، بسبب عمل عمي في إحدى الجهات التي تذهب في الصيف لجدة كل عام. وكنت أقابل أبا خالد في مهرجان عكاظ كل عام، فأسر بلقائه، وفي إحدى المرات طلب مني بشكل عاجل النزول لجدة من الطائف لكي أكون ضيفاً على أربعائيته، وترك لي اختيار الموضوع، وكنت قد وصلت لطريق مسدود في وضع القناة الثقافية المالي والفني والإداري حيث كنت المشرف العام عليها، فاخترت أن يكون الحديث عنها بصراحة وبلغت الدكتور بالموضوع واشترطت أن أكون شفافاً وصريحاً دون مواربة حضرت للأمسية التي أدارها الصديق العزيز الدكتور زيد الفضيل، بعد مقدمة لطيفة جداً من العم عبدالمحسن، وحضرها ما يقارب 40 شخصاً من أساتذة الجامعات والرموز الثقافية والإعلامية في جدة واستغرقت الأمسية في حديثي والمداخلات ما يقارب الساعة والنصف (هي موجودة على اليوتيوب)، المهم شكرت أبا خالد بعد أن تناولنا العشاء، قلت له مازحاً: (العيد جاب العيد!؟)، فضحك وقال ما يكون إلا خير يا ولدي، لكن ما حدث بعد ذلك يحتاج وقتاً طويلاً لروايته! ليس هذا مكانه متع اللهبا خالد بالصحة والعافية وأبقاه رمزاً ثقافياً ووجها اجتماعياً
** **
- عبدالعزيز بن فهد العيد