الأستاذ الدكتور عبدالمحسن بن فراج القحطاني قامة أكاديمية وثقافية وإدارية كبرى، وهو وجه اجتماعي ورمز وطني في ولاء ثابت وصدق انتماء، له بصماته التي تذكر فتشكر في مجالات التعليم العالي تدريسا وتوجيها وإدارة من خلال تقلده عددا من المناصب الأكاديمية والإدارية وما قدمه لطلابه وطالباته في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا (ماجستير - دكتوراه) في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فقد تخرج على يديه مئات الطلاب والطالبات وبخاصة ممن حصلوا على درجتي الماجستير والدكتوراه سواء كان مشرفا على رسائلهم العلمية أو مناقشا لهم، ولم يقتصر نشاطه في هذا المجال على طلاب وطالبات كلية الآداب في جامعة المؤسس، بل تجاوز ذلك إلى الجامعات السعودية الأخرى حيث شارك في الإشراف ولجان المناقشات العلمية في هذه الجامعات لأعداد كبيرة من الطلاب والطالبات، إضافة إلى ما أسندته إليه المجالس العلمية من تحكيم العديد من أبحاث الترقيات لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، وقد تجاوز نشاطه العلمي المحلية ليشارك في المناقشات والاستشارات العلمية في الجامعات الخليجية والعربية، ووجِّهَ له تحكيم العديد من الأبحاث العلمية بغرض النشر العلمي في أوعية علمية محكمة داخل المملكة وخارجها، وتحكيم الكتب المتخصصة للترقيات وللنشر كذلك، إضافة لرئاسته لكثير من اللجان العلمية والثقافية على مستوى المملكة وخارجها، ويكفيه فخرا أن طلابه وطالباته في أنحاء المملكة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات يذكرونه بالإجلال والتقدير والعرفان، لما جنوه منه من فوائد علمية في حياتهم.
الأستاذ الدكتور عبدالمحسن القحطاني لا يمكن أن نلم بجهوده العلمية والثقافية والإدارية في عجالة كهذه، ويمكن الإشارة إلى أنه ترأس نادي جدة الأدبي الثقافي وهو في مبنى صغير جدا وغادره وهو يمتلك مقرا نموذجيا كأول نادٍ أدبي ثقافي على مستوى المملكة يمتلك مقرا بهذا الحجم والإتقان، ولم يتوقف نشاطه الأدبي والثقافي بعد مغادرته النادي، بل جعل من منزله منتدى أدبيا ثقافيا من خلال منتدى الأسبوعية التي استقطبت المتميزين من رموز الوطن وغيرهم في شتى التخصصات في نقاشات وحوارات ومحاضرات نوعية يتوّج نشاطها بطباعته وإخراجه للمثقفين في إصدارات مميزة ومفيدة ومدروسة.
ولا أنكر هنا أنني واحد من مئات استفادوا من تجربة الأستاذ الدكتور عبدالمحسن القحطاني وتوجيهاته العلمية السديدة فطالما شاركت في جلسات علمية كان يرأسها فكنا نصغي لما يقول جيدا ونستجيب لملاحظاته الدقيقة وطريقته المثلى في إدارة الحوار، وقد أفدت منه في حياتي العلمية كثيرا، حفظ الله أبا خالد وزاده بسطة في العمر في صحة وسعادة.
** **
أ.د. ظافر بن عبدالله الشهري - أستاذ الدراسات العليا بجامعة الملك فيصل - رئيس نادي الأحساء الأدبي