د.م.علي بن محمد القحطاني
ارتبط الهذيان بزائرة الليل (الحمى) أن يهذي المعافى ومن لا يشكوا حمى فهذا مدعاة للاستغراب ويجعلها أبعد ما تكون عن التخاريف بل وتقترب أكثر حتى تكاد تلامس واقع الحال. تطرقت في مقال سابق نشر قبل أكثر من عام بعنوان (كورونا كجائحة وتوافق المصالح) للتعريف بكورونا وما يحيط بها من غموض، وربكة وارتباك في قرارات بعض الدول العظمى حيالها، وكذلك تخبط منظمة الصحة العالمية والتي من المؤكد أنها مغلوبة على أمرها، كورونا لغز كبير ومحير يبحث عن تفسير ومن ثمة السعي لحله والوصول إلى أسراره وفك شفراته. فمن المؤكد أن هذه الجائحة ليست مجرد وباء ولكن الأمر يتطلب ظهور من يجرؤ على البحث في خفاياها وأسرارها وسبر أغوارها لكشف ما وراءها، وأخشى أن تأتي متأخرة.
وأود في البداية أن أذكر ببعض الحقائق عن بدايات كورونا في المملكة:
أول حالة إصابة سجلت بتاريخِ 7/7/1441هـ لمواطن قادم من إيران عبر مملكة البحرين ولم يفصح عند المنفذ السعودي عن ذلك، كما أن أول حالة تعافي سجلت بتاريخ 12/7/1441 ، أما أول حالة وفاة فقد سجلت بتاريخ 29/7/1441هـ ، علماً أن أكثر عدد حالات إصابة يومياً بلغت 4919 سجلت بتاريخ 24/10/1441هـ ، وفي هذا الأسبوع بحمد الله فقد تم تسجيل معدل 42 حالة إصابة يومياً بل بلغت 35 حالة.
أما نسبة الإصابة والتعافي محلياً حتى تاريخه فهي كالتالي:
98.4 % المتعافون المتوفون 1.6 % الإصابة من إجمالي السكان 1.54 %
أما على مستوى العالم بلغت نسبة الوفيات 2.19 % من إجمالي عدد الإصابات ولن أقارن هذه الإحصائية بالعديد من الأمراض والأوبئة المستوطنة ولا بالحوادث المرورية، وما تزهقه من أرواح سنويًّا، ولكن سأسلط الضوء على ما أعلنه برنامج الأغذية العالمي عند قبوله جائزة نوبل للسلام في ديسمبر 2020 ، حيث حذّر خلال تسلّمه جائزة نوبل للسلام في حفل أقيم عبر الإنترنت بسبب فيروس كورونا، من «جائحة جوع» ستكون عواقبها أسوأ من « كوفيد - 19 «. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، الأميركي ديفيد بيزلي، «بسبب الحروب والتغير المناخي والاستخدام الواسع النطاق للجوع كسلاح سياسي وعسكري، وجائحة عالمية تزيد خطورة كل ذلك بشكل كبير، يتجه 270 مليون شخص نحو المجاعة».
وهنا أتساءل ماذا عمل العالم حيالها؟
شئنا أم أبينا هناك مؤامرة بل مؤامرات وأسرار وغموض يحيط بهذا الفيروس والذي لا يرى بالعين المجردة وباستعراض بعض الحقائق فإنه ليس بالضرورة أن تكون المؤامرة في نشأة الوباء.
فالوباء موجود ومن صنع الله سبحانه وتعالى حتى وإن كان الإنسان سبباً في ظهور فهو بأمر الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، وبصرف النظر عن نشأته إن كان بفعل البشر لتحقق أهداف محددة (مؤامرة) أو نتيجة خطأ بشري أم أنه وباء طبيعي فهناك من يسعى للاستفادة منها وركوب الموجة (مؤامرة)، إذاً المستفيدون كثر بصرف النظر في أي محطة ركبوا الموجة ويمكن القول إن كلاً يغني على ليلاه وكل منهم على استعداد للتحالف مع الشيطان لتحقيق أهدافه، ومن بين المستفيدين على سبيل المثال
شركات الأدوية، شركات التأمين الصحي، دولة أو دول عظمى وأضيف إمبراطوريات التكنولوجيا وصناع البرمجيات.
إذا سلمنا بمبدأ المؤامرة ولتكتمل أركان المؤامرة لابد من تحديد الضحية أو الضحايا - الفئة المستهدفة - وأهداف المؤامرة.
أما الضحايا فهم كل المجتمعات وأغلب دول العالم والتي اكتفت بعد الصفعات التي تتلقاها ومحاولة المقاومة ولكنها ردود أفعال وعلاج الأعراض دون البحث عن الأسباب لمعالجتها جذرياً واتباع ما تمليه عليهم منظمة الصحة العالمية والتي تبدوا مغلوبة على أمرها واتضح ذلك من ارتباكها وتردد قراراتها وتعارض سياساتها كمن يسير في حقل ألغام في محاولة لإرضاء الكل، ولنا من التاريخ عبر في العام 2009 ، دفع وباء إنفلونزا «اتش1ان1» الناجم عن فيروس من السلالة عينها لذاك المسبّب للإنفلونزا الإسبانية سنة 1918 منظمة الصحة العالمية إلى دقّ ناقوس الخطر. ونُظّمت حملات تطعيم على نطاق واسع، لكن تبين في نهاية المطاف أن الجائحة أقل خطورة مما كان متوقعاً.
ورُميت ملايين الجرعات وزادت انتقادات سوء الإدارة من الارتياب السائد حيال عمل المنظمة (مؤامرة).
أما أهداف المؤامرة المراد تحقيقها فمنها مصالح اقتصادية ومكاسب مالية - القضاء على عناصر القوة في بعض الأنظمة والدول التي تمثل خطراً على رعاة النظام العالمي الجديد - تغيير قواعد اللعبة - تحقيق مصالح استعمارية جديدة بأساليب حديثة - السيطرة على العالم - صراعات دينية أو ضد الأديان - تدمير القيم ترسيخ وضع معين أو تأكيد على عادات وسلوكيات استجدت لتصبح نظام حياة واستمرار نهب واستحلاب الموارد المالية للدول والأفراد والمجتمعات تسريع الدخول إلى حظيرة التكنولوجيا وما حدث خلال اليومين الماضية من تعطل بعض وسائل التواصل الاجتماعي لساعات خير دليل على ذلك، فالأفراد والمجتمعات والدول شعرت بالضيعان والتوهان بل شلل تام في كثير من المناشط، وأكدت فعلاً بأن هناك إدمان رقمي حقيقي وأن الغالبية العظمى دخلت الحظيرة باختيارها، ومن جهة أخرى التحقيقات التي يجريها الكونجرس الأمريكي حالياً حول المعلومات التي تم تسريبها من داخل هذه المنظومة وأن همها وهدفها الأرباح ولو على سلامة وصحة المستخدمين كغيرها من الشركات.
إذاً كل يحاول الحصول على نصيبه وتحقيق أهدافه سواء كانت مخططاً لها مسبقاً أو لاستغلال ظرف قائم قد يعتبر القارئ الكريم أن ما ذكر تخاريف ليل وهذيان محموم أو هلوسات مفجوع وتهيؤات خائف.
وسأشاطره الرأي بأنها تخاريف ولكنها تخاريف عاقل مدرك بكامل قواه العقلية وهذيان وهلوسة من لا يشكوا ألماً بحمد الله ولا يعاني خوفاً في مملكة الأمان ولقارئي الفطن الحكم، وشخصياً أرجح بقوة أنها وإن كانت مؤامرة فهي لاستغلال هذا الوباء، فالجائحة حقيقة لا يمكن تجاهلها أو إنكار وجودها مما يستوجب علينا أخذ اللقاحات بما فيها الجرعة الثالثة لمن تنطبق عليه الشروط والاشتراطات وتقديم الشكر لمملكة الإنسانية وقادتها لما قدموه لأمتهم وللإنسانية جمعاء.