فهد بن زيد الدعجاني
عندما يغيب الوعي ولا يدرك الواحد خطورة الأخطاء القاتلة، فقد يكون هو الضحية القادمة لا سمح الله، لذا فعليه الحذر.. وإليكم بعض الحوادث بسبب هذه الأخطاء القاتلة أطرحها بكل تجرُّد وموضوعية وهي غيض من فيض.
أولها حادثة ترك أحد الآباء طفله في عز الحر داخل السيارة وأغلقها عليه وهي في حالة تشغيل، والمكيف على درجة برودة معتدلة تناسب الطفل ونزل الأب وهو مطمئن، ولم يعلم أن الطفل حدث منه ما لا يخطر على البال عندما حرك زر التكييف وغيره من وضعية البرودة إلى الحار جدا، ونتج عنه كارثة مؤلمة بسبب هذا الخطأ القاتل. وأيضاً هناك خطأ قاتل عندما غامر شخص بنفسه وجلس على حافة صخرة جبل شاهق الارتفاع من أجل المغامرة والبروز الإعلامي، فحدث ما لا يخطر على باله بظهور عقرب وهو جالس مستمتع بهذه المغامرة القاتلة وفي لحظة مرتبكة شاهد هذه العقرب تقترب من يده، ففزع واختل توازنه وسقط من علو هذا الجبل والنتيجة وفاته.
وأيضاً من الأخطاء عندما يغامر الشخص بنفسه محاولا ترويض الحيوانات المفترسة أو التعايش معها، فهذا خطأ قاتل لأن الحيوان المفترس لا يمكن التنبؤ بسلوكه، فقد يظهر منه بشكل مفاجئ سلوك عدواني قاتل وهذا غير مستغرب لأن طبيعته مفترس، والثمن هو حياة مروِّضه وهذا حدث عدة مرات للأسف، وأيضاً من الأخطاء القاتلة عندما يطلب القاضي من رجل الأمن أن يفك قيد المجرم عند حضوره للحكم عليه أو لمناقشته لأن التعليمات لديه تتطلب ذلك، وقد يصدر من هذا المجرم ردة فعل عنيفة وتكون قاتلة، فالمجرم ليس لديه ما يخسره وخاصة إذا كان قاتلاً وفي قبضة رجال الأمن.
ومن الأخطاء القاتلة أيضاً عندما يقترب الشخص ومعه طفل أو أطفال من الحيوانات الأليفة والاطمئنان لها وبخاصة الجمل أو الناقة أو الثور بهدف الاستمتاع، ولم يخطر بباله انه وقع في الخطأ القاتل لأنه قد يصدر من هذا الحيوان الأليف سلوك عدواني بسبب الخوف، فتكون النتيجة حياة هذا الشخص أو حياة الأطفال الذين معه وهذا للأسف قد حدث عدة مرات، وأيضاً من الأخطاء عندما يغامر قائد المركبة بنفسه ويقودها بسرعة عالية غير مدرك أن هناك مفاجآت في الطريق، فتكون النتيجة هي حياة قائد هذه المركبة ومن معه وهذا الخطأ القاتل يتكرر للأسف، وكذلك عندما يعتاد الشاب على ممارسة التفحيط فهو وقع في الخطأ القاتل؛ لأن نشوة التفحيط وتشجيع الجمهور له قد تُغيِّب عقله فيقع ضحية هذا السلوك الخاطئ، وبعدها ينساه الجمهور ويكون ألم فراقه للحياة يتجرعها والداه وأسرته، وأيضاً من الأخطاء القاتلة عندما يتم تكليف طبيب الأسرة لزيارة مريض نفسي في منزله لإعطائه إبرة تهدئة دون أن يكون مع هذا الطبيب مرافقين لحمايته وينتج عنها هيجان هذا المريض على الطبيب ويمزقه بسكين حتى الوفاة والسبب خطأ قاتل، وأيضاً من الأخطاء القاتلة عندما يمازح الشخص زميله أو صديقه أو أي شخص بالسلاح سواء كان مسدساً أو رشاشاً وأثناء المزاح يعتقد بل يجزم بأن السلاح خالٍ من الذخيرة، ويغيب عن ذهنه أنه أحياناً تكون هناك طلقة مختبئة وهذه الطلقة قاتلة إذا وقعت في مقتل، ومن ثم ينتج عن هذا المزاح حادثة فيها قاتل ومقتول وللأسف تتكرر مثل هذه الحادثة.
ختاماً أقول إن هذا جزء بسيط من الأخطاء القاتلة التي تقع في المجتمع وقد تعمدت في تنويعها بهدف الاستفادة، ولكي تتجنب الوقوع في هذه الأخطاء القاتلة فعليك الابتعاد عنها وتنبيه غيرك منها، والله الهادي إلى سواء السبيل.
** **
- حوطة سدير