ميسون أبو بكر
أطرب كثيرا حين أجلس مع الصادقين العمليين من أصحاب فكر ورأي من بلدان شتى وأسمع منهم عبارات إطراء على ما وصلت إليه المملكة، كذلك حين أرى ردة فعل الشعوب الأخرى وهي تتمنى رجلا كوليّ العهد محمد بن سلمان الذي يتعقب الفساد والمفسدين الذين وجد معظمهم عقابهم ولو بعد حين وكانوا عبرة لغيرهم ومن أتى بعدهم ومن سيأتي، كذلك أنظر باشمئزاز لمن تذرع بحجج واهية وهرب مدحورا تتبعه أذيال العار متذرعا بالاتهامات والأكاذيب ليدرأ تهمة الفساد والعار عنه ولن يفلح.
الفساد الذي يوقف عجلة التنمية ويستهلك مال الدولة وحق الشعب، الفساد الذي يحول أصحابه إلى مرتشين وأصحاب ثروات بلا حق ويجعل في نفوس من يعاني منه الغبن والشعور بالظلم وضياع الفرص مما يولد في المجتمع سخطا بين أفراده وغيرة وحنقا وكراهية.
لذلك كانت مكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية شرسة ضارية استجابت لها مرافق الدولة المختلفة ووسائل الإعلام والرسائل الموجهة للأفراد من قبل هيئة الفساد التي وجهت المواطنين لأرقام ووسائل تواصل معها لتقديم شكاويهم الموثقة حول حالات فساد، ومن هنا جعلت الدولة المواطن شريكا في محاربة الفساد بعد تعميق الوعي أنه آفة لا بد أن يتم التخلص منها كي لا تتفشّى في المجتمع كالورم السرطاني الذي لا بد من اجتثاثه قبل أن يتكاثر وينتشر في الجسد.
الفساد له وجوه متعددة والتخلص منه يجعل الفرد آمنا على مصالحه العامة وفرصه الشخصية، هو كذلك في وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب دون واسطة قد تحول بين الإنسان الكفء والوظيفة التي قد يضيف لها كثيرا، وقد يسيء من يوضع بها غير الكفء.
الفساد أيضا أن تسكت على الخطأ فأنت مشارك في الجرم، ألم يقل نبي الله؛ من رأى منكم منكرا فليغيره بيده»!
ونحن بإذن الله أمة قوية القلب لا تستسلم لضعف القلب وقلة الحيلة، لذلك لا بد أن نرسخ في أولادنا أهمية مكافحة الظلم ومكافحة الخطأ مهما صغر.