عندما يحدثك شخص عن همومه الطائشة وما يحب وما لا يحب وسفراته وإعجابه أو نفوره من فلان وعلان ويطيل الشرح ويغرق في تفنيد مشاهداته السلبية وربما أدق التفاصيل عن بيته ومشترياته وأكله وشربه يأتي من يصفه بالإنسان الصريح وأنا أراها صراحة خاطئة، فكشف أوراقك أمام الآخرين لا ينفعك بشيء بل قد يضرك وأيضا تعطي انطباعا عن شخصك بأنك غير موثوق به فلا يظهرون همومهم أمامك خوفا من أن تفشيها للآخرين، هذه العفوية لا يمكن أن نسميها صراحة بقدر ما هي بجاحة وثرثرة ورد النهي عنها لما تجره من وبال وتعب وتشويه ومثلها سرد القصص الغرامية التي يتعرض لها الشخص في سفراته ومحادثاته في وسائل التواصل الاجتماعي وهذا التباهي مذموم فالله سترك فلا تكشف أفعالك المشينة فلن يزيدك هذا إلا خسارا.
أعود وأقول اللسان نعمة وربما تحول إلى نقمة يجر المصائب على أصحابه دنيا وآخرة فلا بد من التفكير وعدم الانسياق وراء أخبار الإثارة، نعم قد تجد من يشتاق لسماعها ويدفعك إلى المزيد من الكلام ولكن تذكر أنك ستندم على التفريط بإشاعة أسرارك من مغامرات وتصرفات ذِكرُها يسيء لشخصك ولا يضيف خيراً تذكر به نعم ليس هناك إنسان معصوم ولكن إذا سترك الله فاستتر ولا تفشها.
الثرثرة لا تختص بالرجال فقط بل النساء أيضا فكثير منهن تجلس مع صديقة أو قريبة فتجدها تذهب يمنة ويسرة دون حياء تحكي عن علاقاتها الزوجية وعن أهل الزوج والجار وزميلاتها ويغفلن عن خطورة ذلك وما يشكله على حياتهن من انتقادات مجتمعية وكراهية وقطيعة.
لا تتصدروا المجالس بالكلام عن أموركم الخاصة بيوت، حياة زوجية، علاقات غير طيبة ولا تنساقوا وراء تشويق وإثارة الضحك في المجالس وأَجِّل فكرك فيما تقول وتفعل وخفف نقدك للآخرين سواء كان موجها لطعام أو لباس أو سكن فمثل هذا النقد جارح ولا يدخل في باب الصراحة المحببة.