خالد بن حمد المالك
قديماً قيل: كل إناء بما فيه ينضح، وأنا أقول كل ما في جورج قرداحي ينضح قيئاً وخبثاً وعمالة، وكلاماً رخيصاً سافلاً ونتناً، ما جعل منه الوزير المناسب للإعلام المناسب في وزارة نجيب ميقاتي اللبنانية، وفي عهد رئيس لبنان ميشيل عون، وبالمقاربة مع حسن نصر الله وجبران باسيل.
* *
وما قاله هذا العميل المتقلب عن الحرب في اليمن، من كلام سخيف لا ينطق به غير السفهاء، وفاقدي الوعي، ممن اعتادوا على الابتزاز، وبيع ضمائرهم لمن يدفع لهم أكثر، حتى ولو كان المستأجر لخدمات قرداحي حزب الله، أو بشار الأسد، أو أي شيطان آخر، فهو وأمثاله يبنون علاقاتهم ومواقفهم وارتهاناتهم على (المصاري!) الملوثة، والمال القذر.
* *
يقول جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني عن الحرب في اليمن «إن الحوثي يدافع عن أرضه، يدافع عن نفسه، هم لا يعتدون على أحد، في مقابل عدوان خارجي عليهم من المملكة والإمارات، وإن هناك قصفاً بالطائرات لمنازلهم وبيوتهم، قصفاً لقراهم، لأفراحهم وجنائزهم».
* *
ولا يرى قرداحي بأساً من أن تواصل طائرات الحوثيين المسيرة، وصواريخه الباليستية، المزودين بها من إيران في ضرب المطارات المدنية بالمملكة، وقتل الأبرياء من المدنيين، بحجة أنهم يدافعون عن أراضيهم، ويتجاهل متعمداً الإشارة إلى أن هناك حكومة يمنية شرعية منتخبة هي من يدافع عن اليمن أمام الانقلاب الحوثي - الإيراني على الشرعية، فكل رأي منه -مع مخالفته للواقع - مدفوع الثمن بـ(مصاري) متفق عليها.
* *
وأسوأ من هذا اللؤم والخبث في كلام الوزير اللبناني تبريره لكلامه، وتفسيره لتصريحاته عن الحرب اليمنية، ففي بيانه قال إن هذه التصريحات لقناة الجزيرة أونلاين صرحت بها قبل شهر من تعييني وزيراً للإعلام، وإنه لم يكن يقصد -تصوروا!- الإساءة للمملكة والإمارات، بل إن كلامه كان صادراً -تصوروا!- عن محبة للمملكة والإمارات، وخوفاً على مصالحهما؛ أي إنه فسر تصريحاته بما يؤكد على إمعانه في إظهار كراهيته وحقده على المملكة والإمارات، وبما يتوافق مع نفسيته المريضة.
* *
يقول رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن كلام قرداحي أدلى به قبل توليه حقيبة وزارة الإعلام في الوزارة التي شكلها، وإنها تعبر عن رأي جورج لا عن حكومته. لكن السؤال يا دولة الرئيس: كيف قبلت بأن يكون عضواً في وزارتك، وأنت تعرف أن كلاماً خطيراً، وتجنياً واضحاً بحق دولتين شقيقتين صدر من أحد من اختير لك ليكون وزيراً للإعلام، بينما كان عليك أن تتصرف بما لا يكون الانطباع بهذا السوء عن حكومة تقوم برئاستها، وذلك بعدم القبول بمرشح مشبوه ليتولى وزارة الإعلام.
* *
هل يريد ميقاتي معلومات أكثر عن وزير الإعلام في حكومته؟ اسمع واقرأ ما قاله قبل تصريحه الأخير من آراء استفزازية؛ فقد رأى أن بشار الأسد «هو رجل العام (2018م) على الصعيد العربي، ودون أي تردد، واللي يحب يسمع يسمع، لأنه من طينة أخرى من الرجال، ولولا صموده على الحرب الكونية ضد سوريا كانت راحت سوريا وكنا رحنا في لبنان، وراح الأردن، ثم دول الخليج»، هكذا يصف هذا الإعلامي المشبوه سيده بشار الأسد.
* *
ويقول عن حسن نصر الله بأنه يفتخر به «وأعتبره من لحمي ودمي، بصرف النظر عن الانتماءات المذهبية، أشوف حالي منه، أقدره، وأجله، وأقدر ذكاءه، وشجاعته، وأعماله البطولية، ما شفت منّه كثيراً في العالم العربي، وما أنفي أن عندي احتراماً ومحبة كبيرة لحسن نصر الله، وأكن له تقديراً كبيراً وكثيراً».
* *
هذا هو جورج قرداحي يا ميقاتي ويا أهلنا في لبنان، يعرّي نفسه، يكشف عن خبثه، يتحدث عن عمالته، يقوّض سمعة حكومة ميقاتي، يزيد من شرخ علاقة لبنان بالمملكة والإمارات، وهما أكثر الداعمين للبنان، فماذا لدى الرئيس ميقاتي أكثر من تصريح باهت لا ينطلي على أحد، ولا يعالج تسفيهاً يصدر عن وزير إعلام حكومته ضد دولتين شقيقتين. أما المملكة والإمارات فمثل هذا الإعلامي المسكون بجمع المال على حساب المبادئ والقيم والأخلاق فلا قيمة عندهما لرأي يقوله، أو وجهة نظر يعبّر عنها، ليس لشيء إلا لأن تصريحات هذا المريض موبوءة بكل ما يعف اللسان أن يتحدث عنها.