بين الصورة والخبر هناك إيقاع سريع في عملية التغيير سواء سلبًا أو إيجابًا في زمننا هذا، وجد مع تنوّع وسائل الإعلام التي راحت تشد المشاهد بطريقة مذهلة من أجل البحث عن المال, فصار هناك شباك تبحث ليل نهار لاصطياد العقول المختلفة التي أقبلت بتفاوت في شغف وشراهة لملاحقة هذه الطفرة الإعلامية الهائلة، ولم يعد الأمر مجرد متابعة خلف شاشة فقط، بل تعداه إلى تفاعل ومشاركة واختيار واقتناء وتقليد، بحسب صاحب ثقافة المستهلك التي هي المعيار الحقيقي على نمط الاستهلاك الإعلامي، الذي يمكن أن يكون مفيداً وذا قيمة في العرض أو أن يكون رخيصاً ورديئاً ومبتذلاً، وهو مع الأسف هو السائد في وقتنا الحاضر الذي راح يمعن في الاستغلال بشكل كبير، بعدما أحكم هذا الإعلام الاستهلاكي سيطرته على نسب كبيرة من العقول التي (بلعت الطعم) وأصبحت محطة تجارب وهي غير مدركة لذلك.
ولنأت على من هي الفئة الأكثر التي جذبها هذا التيار واستغل عقولها، هل هم الذكور أو الإناث ومن كافة الأعمار، الملاحظ هو أن جانب الإناث هم الأكثر تأثراً قياساً مع الذكور، قد يقول قائل إن هذا بديهي لأن متطلبات الإناث أكثر من الذكور، نقول هذا مسلَّم به ولكن إذا عدنا إلى العامل النفسي لوجدنا أنه يمثِّل عاملاً مهماً في قوة التأثير الذي يرتبط بالغيرة الجامحة والمباهاة وحب الظهور والتميز الجارف الذي يشتد عند أعمار الإناث المختلفة، وهذا لا ينطبق على الذكور كافة، يمكن أن يحدث هذا عند مرحلة المراهقة المتقدمة ولكن مع مرور الوقت يخبو ويقل، يبرز هنا الأمر الذي هو أكثر سلبية وهو حجم الإنفاق المالي والذي لا يخفى علي متخصص اقتصادي أنه يمثّل هدراً وإسرافاً وتبذيراً أحياناً من خلال الصرف الهائل الذي يأتي بشكل عشوائي دون الوعي بحجم التأثير الاقتصادي على البلد. ولعل مسألة التقليد الأعمى هي العامل الأهم في طغيان الإنفاق الذي أثر على الكثير من الأسر التي ثقافتها قائمة على هذا العامل وهو مستشر بشكل منقطع النظير، والتي أحياناً تغرق في الديون لمسايرة هذا التقليد، ومن هنا ندرك مدى أهمية ثقافة الأسرة التي تعتمد -بعد الله - على وجود والدين هم على مستوى متقدِّم ومتطور في علم التربية الأسرية الذي يكون حصناً منيعاً في مواجهة تأثير ذلك الاستهلاك الإعلامي المتغيِّر بسرعة.