د.شريف بن محمد الأتربي
في عام 2019 ، وتحديداً يوم الحادي عشر من أكتوبر أطلق معالي المستشار تركي آل الشيخ -وفقه الله- موسم الرياض الأول، والذي ضم عدداً من الفعاليات الرياضية والعروض المسرحية والموسيقية وعروض الأزياء والسيرك والخدع البصرية والألعاب وافتتاح مطاعم عالمية إلى جانب مطاعم محلية والعديد من الأنشطة الترفيهية الأخرى لقيت جميعها -ولله الحمد- استحان ورضا المترددين عليها من المواطنين والضيوف والمقيمين مما دعا اللجنة القائمة عليه إلى تمديد الفعاليات في أربع مناطق محددة لمدد تتراوح بين الشهرين والثلاثة الشهور.
وقد بلغ عدد زوار المهرجان آنذاك حوالي 8 ملايين زائر شغل خلالها مساحة تمتد إلى 14 مليون متر مربع، في 11 موقعاً مختلفاً، من بينها، ملعب الملك فهد الدولي لكرة القدم، وادي حنيفة، المركز المالي، بوليفارد الرياض، حي الملز، قصر الحكم، الدرعية، والثمامة، وغيرها.
لقد مثّلت مواسم السعودية (الرياض -جدة - ...) جزءاً من رؤية المملكة 2030 والتي يتبناها سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والتي تختص بالجانب الترفيهي والاجتماعي للمواطن والمقيم، وتعمل على دعم البنية التحتية، والسياحة، والاستثمار السياحي في المملكة، بعد أن كانت السياحة فيها ولعقود طويلة ليست إلا سياحة الحج والعمرة، وكان أغلب المواطنين يتجهون إلى الخارج لحضور فعاليات ترفيهية وحفلات غنائية ومسابقات رياضية في دول شقيقة لا يفصلنا عن كثير منها سوى ممر مائي أو منفذ حدودي.
إن موسم الرياض هو الحدث الترفيهي الأكبر في المملكة العربية السعودية، ويأتي جزءاً من مبادرة «مواسم السعودية 2019» التي أطلقتها الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني (SCTH) ، وهو نتاج جهود جهات حكومية عدة، عملت منذ منتصف عام 2018 على إطلاق هذه المبادرة، تحت قيادة لجنة عليا يرأسها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رئيس لجنة الفعاليات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، شملت وزارة الثقافة، والهيئة العامة للترفيه، والهيئة العامة للرياضة، والهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، وبالتنسيق مع مختلف الجهات المختصة.
وجاءت كورونا بكل قوتها لتوقف المهرجان ما يقرب من العامين لم تتوقف خلالها هذه الجهات أبداً عن التخطيط لموسم الرياض الجديد، ليعود مرة أخرى وينطلق يوم الأربعاء الموافق 20 أكتوبر 2021، محتضناً أكثر من نصف مليون مشارك، غير المتابعين له عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة.
وخلال متابعتي لحفل الافتتاح كان جل تفكيري في دراسة التخطيط الذي يقوم عليه المهرجان كاملاً، فلا توجد شاردة ولا واردة إلا وتم التخطيط لها بشكل ممتاز ووضعها في الحسبان، وسبق لي أن جلست مع بعض المعنيين به، وكان جميعهم يتحدث عن متابعة معالي المستشار تركي آل الشيخ لكل التفاصيل الدقيقة للمهرجان، وكم التقارير والموافقات التي يتم التوقيع عليها يومياً، إلى جانب التسهيلات العديدة للمشاركين، ليكون المهرجان لائقًا بالسعودية ورؤيتها، ومعبراً عن رغبة المواطن والمقيم والزائرين في الحصول على برامج ترفيهية لا تقل بأي حال من الأحوال عمَّا يشاهدونه في رحلاتهم الخارجية.
إن التخطيط المبني على علم ودراسة، وإتقان وحب للعمل وتغليب مصلحة الوطن على أية مصالح شخصية يقود إلى النجاح -بإذن الله - ولعلي في مقالي هذا أطالب معالي المستشار تركي آل الشيخ بأن يمنحنا جزءاً من وقته عبر أية وسيلة من وسائل الإعلام يشرح خلال هذه الدقائق كيف تسير عملية التخطيط للمهرجان، وآلية متابعة قيادة الدولة لها، لتكون هذه الدقائق دستورًا في أسس التخطيط والتنفيذ والنجاح المنبثقين من رؤية دولة وإلهام قائدنا سمو سيدي ولي العهد - حفظه الله.