د.حسين العنقري
من أعظم المهام التي يقوم بها المحامي في دراسته للقضايا، تنظيم الملفات وترتيب الأوراق وفرز الحقوق التي لصاحب الشأن والتي عليه, وهي من أول وأهم الأعمال التي يقوم بها, بل لها الدور الكبير في رسم إستراتيجية صحيحة للقضية واستيعاب أبعادها ومعرفة جوانبها المؤثرة فيها، ولأن الموت يأتي فجأة ولا يعلم المرء متى يموت ولا الأرض التي يموت عليها قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (34) سورة لقمان. كان لزاماً على كل إنسان لديه أموال أو عليه حقوق أو له حقوق, أن تكون موثقة واضحة المعالم بينة المشارب لا لبس فيها ولا شك, فإذا فعل ذلك كان جديراً أن يكون محامياً لورثته أو شريكاً لمحامي قسمة التركة؛ لأنه قام ببعض أعماله وشاركه في طريقة القسمة للتركة، فقدم لمُوّرِّثيه خدمات كثيرة منها: حفظ الحقوق، وسرعة الإنجاز، وسلامة الذمة، وقلة التكاليف، وهو قبل ذلك وبعده عمل بالوصية النبوية المرشدة لهذا. قال صلى الله عليه وسلم (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) رواه البخاري رقم (2738) فإذا فعل ذلك كان الهناء والطمأنينة لورثته بعد موته - في أغلب الأحوال - وتبقى التفاصيل اليسيرة التي لا يخلو منها ميراث متحملاً ومطاقاً للورثة والعاملين عليها.