محمد بن عبدالله آل شملان
ببالغ الأسى واللوعة، نعيش لحظات حزينة لوفاة الرجل الإنسان الطيب، وهو في ربيع عمره وقمة عطائه، مبارك بن منير سعد الشرافي، الذي انتقل إلى جوار ربه أول من أمس إثر حادث عرضي، وندعو له بالمغفرة، وأن يمنح الفقيد واسع رحمته، وأن يجعل مقره فسيح جنانه.
لقد أسهم "أبا منير" في دعم مسيرة مركز التأهيل الشامل في محافظة وادي الدواسر، وله دور في مجال تسهيل الإجراءات الخدماتية فيه، التي ترمي إلى تأهيلهم ورعاية الأشخاص ذوي الإعاقة ودعمهم، وبمتابعته المباشرة لكل الجوانب المتعلقة بهم، منذ أن استلم دفّة المركز منتصف عام 1438هـ، ومساهمته في تحقيق رغبات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في ظل دعم القيادة الرشيدة، حيث كان محباً للقطاع الاجتماعي.
تمتَّع الراحل بكل سمات التميز والاحترام والعطف ورحابة الصدر.. حيث لي معه من الذكريات في العمل الاجتماعي لتلك الفئة لها المذاق الخاص.. يجعلك تُحلّق معه في سماء رغبته في تجويد الخدمات الاجتماعية التأهيلية التي يقدمها مركز التأهيل الشامل.
بمركز التأهيل الشامل في وادي الدواسر، كان يقف مع زملائه الموظفين، ولا يتأخر في تحقيق أي طلب يخدم حقوق فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، فكانت له البصمات الواضحة، من دون أن يعرفها أحد، فهو يعمل بكل هدوء وبكل صمت، لضمان جودة حياتهم وعيشهم الكريم، كان يصحبهم معه في سيارته الخاصة أيام إجازاته الخاصة لترفيههم، وكان حريصاً - رحمه الله - على إقامة الشراكات المتنوعة مع الجهات ذات العلاقة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم، ويجبرنا ناقوس الذكريات أن نتوقف عند سيرته، فلقد رحل عنا، وسيبقى في الذاكرة.
وبرغم الظرف الراهن للحياة اليوم، والمحنة التي تمر بها البشرية مع جائحة كورونا الآن، إلا أن محبيه وأصدقاءه وزملاءه قاموا بالواجب في وداع فقيدهم وفقيدنا، لأن الجميع كان يقدّره ويُرحِّب به، فهو من أهم المحطات على تاريخ العمل الاجتماعي لتلك الفئة في محافظة وادي الدواسر، فقد عمل في المركز، وقبل أن يصبح مديراً له، فقد جمعتني معه أيام جميلة في أنشطة وبرامج تخص تلك الفئة، ولا أخفيكم، أنني لم أعرف ماذا أدوِّن عن الراحل؟!، بسبب المواقف التي لاحظتها أثناء تعاملي معه أو التي أبداها لي زملاؤه ومعارفه، ولكنه قضاء الله وقدره، أن نفقد إنساناً عزيزاً، ولقد كثروا هذه الأيام، أسأل الله تعالى الرحمة عليهم جميعاً، وكلنا راحلون، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يقول أبو العتاهية:
إن الطبيب بطبه ودوائه
لا يستطيع دفع موتٍ قد أتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي
قد كان أبرأ مثله فيما مضى
مات المداوي والمداوي الذي
جلب الدواء وباعه ومن اشترى