إيمان حمود الشمري
متى تظلم الساعة الرولكس؟ عندما تعرضها لمن لا يعرف قيمتها فيبخس حقها ويعطيها قيمة سوف تصدمك، إذ لا شك أن من أهم أسباب ارتفاع سعر الساعة الرولكس احترافية ودقة الصنع فضلاً عن معدن الذهب والحجر الألماس المستخدم فيها والذي يعنى أن جودتها بمضمونها وليس باسمها فقط! فعندما تريد أن تهين تلك الساعة أعرضها لمن دون مستواها وسوف يصدمك التقييم. بعض المشاهير حالهم كحال تلك الساعة التي تعرض على أشخاص يبخسونها حقها ويظلمونها بتقييمهم.
فيصل البصري، صوت كويتي نشيط في مجال التواصل الاجتماعي وناقد متمكن ومتميز في الطرح يعرف كيف يعري الحقيقة تماماً دونما تجريح وإنما بالكشف عن الأسباب مدعماً كل ما يقول بالأرقام والحقائق والأدلة، ليس لكسب أكبر عدد من المتابعين وإنما لإيصال رسالة وتغيير الواقع للأفضل، إذ كان طرحه الهادف وراء حل أكثر من إشكالية وقضية على لائحة القضايا التي تهم المجتمع الكويتي، ولا يمكن أن نتجاهل أو ننسى موقفه الجبار الذي لا يقبل الحياد والتشكيك في مساندة المملكة العربية السعودية أثناء أزمتها الخليجية، كان يستحق هذا الصوت الاحتفاء أكثر وتركيز الضوء عليه بشكل أكبر كونه صوتاً هادفاً وعادلاً ويخدم المجتمع وله يد في توعية شريحة كبيرة من الناس دون إسفاف أو استفزاز أو شحن للنفوس، إذا تميز بأسلوبه الساخر الظريف بالنقد وجذب ملايين المتابعين، وكوّن قاعدة جماهيرية كبيرة تترقب مقاطع الفيديو التي يسلط فيها الضوء على أمور لم ننتبه لها أو بالأحرى انتبهنا لها وعجزنا عن التعبير عنها، التقيت به الأسبوع الماضي في مقر «جمعية إعلاميون» بدعوة خاصة واحتفاء خاص به وعرفته عن قرب، ووجدت أنه أجمل بكثير مما نراه على مواقع التواصل، تكلم وتألم مثلما نحن نتألم مما استفزني لكتابة هذا المقال.
فكم من ساعة رولكس من أبناء الوطن أو من أبناء الدول الأخرى لم نحسن تقيمهم ونقدرهم ونميزهم عن غيرهم!! أما آن الأوان أن ندعم الفكر والجهد المبذول في طرح المحتوى الهادف، أم أننا اعتدنا دور المتذمر الكسول الذي لا يريد أن يغير الواقع بنبذ المحتويات الهابطة ودعم المحتويات الهادفة!
أناشد كل من بيده قرار أو كلمة مسموعة أن يدعم ناشطي تلك المنصات الهادفة ويعطيهم الأولوية بدعمهم والالتفات لهم وتوجيه الدعوات والتركيز عليهم لنرقي بمجتمعاتنا من خلالهم، كونهم مؤثرين في شريحة كبيرة من الناس، وحتى لا يصابوا بخيبة الأمل وهم أصحاب رسالة ومبادئ، وكي لا نضطرهم للتراجع عن قيمهم ومبادئهم لمجاراة الوضع رغماً عنهم، أما آن للمحتوى الهابط أن يترجل عن منصات التواصل ويترك الساحة للمؤثرين الحقيقيين؟ فنحن يحرجنا أن نرتدي ساعات مقلدة في المحافل ونخجل أن يسلط الضوء عليها لأننا نعرف حقيقتها ولا نريد أن يكشفها أحد.