عبده الأسمري
منذ أن خلق الله الأرض حتى يرثها ومَن عليها تبقى «الهوية» إثباتاً للذات ومعنى للإثبات وقيمة من قيم «الاعتزاز» وركناً من أركان «الإنجاز» ترتبط بالإنسان بدءاً من فطرته «الدينية» ثم تتشكل فيه داخل أسرته الصغيرة وعائلته وعشيرته وفي مدرسته وعمله ومجتمعه وتبقى هذه «الصورة» تعريفاً وتوصيفاً للإنسان داخل برواز «الوطن» الكبير الذي يسكن النفس ويقيم في الروح بكل معاني «النماء» وأسس «الانتماء»..
يغيب كثيراً عن الأسر ومواقع التعليم ومنابر التوجيه لدينا وجود التثقيف الحقيقي لقيمة «الهوية» وهي التي تشكل «الوجه» المشرق للوطن الذي يضيء كل دروب «التنمية» ومن أسسها تنطلق كل اتجاهات النجاح وعلى ضوئها تنعكس كل أبعاد الكفاح وصولاً إلى «صناعة» الارتباط الحقيقي والترابط الأصيل بين الإنسان ووطنه لتأصيل «القيم» المستديمة التي تجعل منا كمواطنين أوفياء حديث العالم في الحفاظ على هويتنا والارتقاء بأفعالنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا إلى مستويات «الرقي» ومجالات «السمو» التي توظف «أصول» الانتماء «وتوطد «أركان» النماء من عناصر فاعلة في مجموعة فعلية ترسم مشاهد «العزة» على صفحات «التاريخ» وفي سجلات الذاكرة مهما تغيرت «الأزمان» وتبدلت «الأحوال».
لو تتبعنا ذلك «الشتات» وتلك «الفرقة» في «بلدان» مجاورة لوجدنا «عشرات» القصص المؤلمة و»مئات» الحكايات الأليمة التي تشكلت من واقع «تبديد «الهوية» وتسلسلت من وقع «تضييع» الوطنية وتسللت من عمق «مخالفة» الأنظمة.. وفي ذلك «عبرة» لأولى الأبصار و»اعتبار» لأهل البصيرة الذي يجب أن يكونوا فرساناً في ميدان الذود عن «هويتنا» وأبطالاً في ساحات الدفاع عن «قيمنا» حتى نجني «ثمار» الأصالة التي تشكل لنا «هيبة» الإثبات وتهدي إلينا «هبة» الثبات لنمضى «راشدين» ونحن نورث لأجيال خلف أجيال «القيم» و»الأخلاق» و»الشيم»..
وسط «خرائط» الاستقرار و»مشاهد» القرار في منظومة العالم أجمع تأتي بلادنا على «قمة» الهرم في توطيد دعائم الأمن وإرساء قواعد الأمان وسط صفيح ساخن من «الفوضى» يزلزل «كيان» أوطان عدة ويزعزع «رخاء» بلدان متعددة مما يجعل بلدنا «هدفاً» لمكائد الحاسدين و»حلماً» لمصائد الحاقدين الباحثين عن «أسرع» الوسائل وأقصر «الطرق» لتنفيذ مخططاتهم عبر توجيه «سهام» الإساءة نحو الهوية والتضليل باتجاه «القيم».. حتى يشوهوا «الوجه» الأصيل للمجتمع ويسيئوا للواقع «النبيل» للإنسان.
هنالك من يتربص بنا «دوائر» الإساءة لمقدراتنا وقيمنا وطبيعتنا التي تقترن بتاريخ مشرف من الأصول ومجد عظيم من الفصول التي تتكامل في «بصمات» مضيئة أوصلت ديننا الإسلامي إلى كل بقاع الدنيا من خلال المبتعثين والتجار والزائرين للخارج ومن خلال «تجليات» مشرقة أوضحت للعالم أجمع أخلاقنا وسلوكنا وتصرفاتنا التي جعلتنا في الجانب المضيء في السمعة والذكر وحولت مجتمعنا إلى «أنموذجاً» تتحدث عنه القنوات العالمية وتنطق به المنصات الدولية..
هنالك «أجندات» خفية تدار من الخارج ويخطط لها «أرباب» الحقد ويتبناها «زبانية» التشويه.. يساعدهم في ذلك «حمقى» ويعينهم لتحقيق المراد «سفهاء» من الداخل كانوا «طعماً» سهلاً لحيل «الماكرين» ليسيئوا لسمو «الدين» ويدمروا نسيج «المجتمع» ويعضوا أيادي الوطن البيضاء التي أعطتهم «القيمة» ومنحتهم «المقام» فظلوا يتساقطون في «وحل» التغريب ويتهاوون في قعر «التخريب» مسيئين لأنفسهم ووطنهم وأصالتهم وطبائعهم وطبيعتهم.
يجب توعية المجتمع بكل شرائحه بشأن الأنظمة في كل حالات النيل من الهوية بكل تفاصيلها ومعانيها وأبعادها واتجاهاتها من خلال أي سلوك يسيء لسمعة الوطن أو تصرف يشوه صورة الوطنية الأمر الذي يحتم ويؤكد ويبرر إنزال «العقوبة» وفرض «العقاب» وتوظيف «التأديب»..
الحفاظ على «الهوية» مسؤولية فطرية ومهمة وطنية تبقى مع الإنسان في كل مراحل الحياة وجميع محطات العمر وهي بذلك «أمانة» حتمية و»نزاهة» شخصية نظل وسطها في مساءلة أمام الله ثم أنفسنا.. ومن أضاع هويته فقد بات شخصاً باهتاً بلا قيمة ولا هدف وأصبح تائهاً في «سراديب» الضياع وهائماً في «متاهات» الأخطاء».