أ.د.عثمان بن صالح العامر
هناك كلماتٌ لا يمكن أن يمحوها الزمن، ولا يقلل من قوتها وعمق أثرها التقادم. شخصياً كثيراً ما توقفت حين أمر على (اليوتيوب) عند حديث مؤثر وأخاذ لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فكلمات المقطع وإن كانت قليلة إلا أنها ترحل بك بعيداً عن دنيا الناس، تذكرك كلما مرت على سمعك من أنت، وما هو مستقبلك، وما هو الواجب عليك في دنياك.
بصدق ما أروعها، وما أشد وقعها على النفس الغافلة التي نسيت أمر الآخرة في خضم أحداث الدنيا، مدها وجزها، إشراقها وغروبها، حتى صار الواحد منا في ظل ما هو صائر من صراع وتنافس مادي مستميت إنساناً بلا روح، لا يعرف إلا المال ولا يقيس الناس والأشياء والمسافات إلا بالمال، معجب بقوته وصحته، نفوذه وسطوته، علمه وشهادته، ماله وثروته، وغاب عنه أنه كما قال سلمان بن عبد العزيز:
الإنسان ضعيف،
الإنسان مهما بلغ من:
السلطة
أو النفوذ
أو العلم
أو المال
أو حتى القوة الجسدية.
يوم من الأيام
سيواجه ربه
تحت الثرى
تحت التراب كما هو تراب
فلنعمل لهذا اليوم.
ديننا يفرض علينا:
أن ننظر لما بعد الحياة
أن ننظر لما بعد القوة
لما بعد المال
لما بعد النفوذ
لما بعد السلطة
لما بعد العلم
هل عملنا في دنيانا نافعاً؟
ونرجو من الله عز وجل أن:
يعفو عنا
ويغفر لنا
وأن يقدر ما عملناه جميعاً
ويرحمنا
عندما نكون في يوم
لا ينفع مالٌ ولا بنون
إلا من أتى الله بقلب سليم».
اللهم ارزقنا قلوبنا سليمة، وثبتنا على الحق حتى نلقاك، اللهم آمين، وإلى لقاء والسلام.