يعقوب المطير

بعد نهاية مباراة النصر والهلال من دور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا التي انتهت بفوز الهلال على النصر بنتيجة هدفين مقابل هدف وأعلنت تأهل فريق الهلال إلى نهائي دوري أبطال آسيا لنسخة 2021، فقد حصلت أحداث مؤسفة من تشابك ومشاجرة في وسط الملعب عند تواجد حكام المباراة ومراقب المباراة الآسيوي ودخول إداريين من الخارج إلى داخل الملعب للمشاركة في تلك الأحداث التي بكل تأكيد سوف تكون على طاولة لجنة الانضباط والأخلاق الآسيوية، وتواجد حكام ومراقب المباراة بالقرب من تلك الأحداث لسبب مشروع هو رصد وتدوين الأشخاص المشاركين في الأحداث ورصد كل ما حدث في تقرير المباراة باعتباره أحد الأدلة والأسانيد التي سوف تعتمد عليها لجنة الانضباط والأخلاق في قراراتها وكذلك ما تم رصده عبر الناقل الرسمي للبطولة الآسيوية الكبيرة.

وينعقد الاختصاص القانوني لهذه الواقعة لدى لجنة الانضباط والأخلاق التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إذ هذه المباراة تحت مظلة الاتحاد الآسيوي، وبالتالي تخرج عن الاختصاص المحلي «الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة الانضباط والأخلاق» وليس لها علاقة لا من بعيد ولا من قريب.

بعد انتهاء الأحداث المؤسفة وخروج لاعبي الفريقين وحكام المباراة قام لاعب فريق الهلال «علي البليهي» بالاحتفال بفوز فريقه بحمل علم تابع لجمهور فريقه وكذلك كان ذلك العلم يحمل ألوان فريقه وقام بغرسه في منتصف الملعب، وكانت هناك تساؤلات تدور حول مدى ما قام به اللاعب وهل يعد من قبيل المخالفات المنصوص عليها في لوائح الاتحاد الآسيوي أم لا تعتبر مخالفة من الأساس. بالرجوع إلى لوائح الاتحاد الآسيوي فلا يعتبر هذا التصرف مخالفة يعاقب عليها القانون، طالما أن هذا التصرف لم يقترن بعبارات مسيئة أو عنصرية أو سياسية تخرج عن الإطار الرياضي، وكذلك لم تقترن بسوء سلوك بذهابه إلى جهة قريبة من مدرج جمهور المنافس واستفزازهم، وإنما احتفل اللاعب في منتصف الملعب بعد خروج لاعبي الفريقين وحكام ومراقبي المباراة، وكان احتفال اللاعب بمنتصف الملعب دون تواجد لاعبين من كلا الفريقين ولم يحدث اعتداء أو مشاجرة أو تشابك بسببها، وبالتالي لا تعتبر مخالفة من الجانب القانوني.

أما من حيث العقوبات فالمادة الـ»51» من لوائح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نصت على أن العقوبات تبدأ من الإيقاف عن المباريات لمدة لا تقل عن ست مباريات أو الإيقاف لمدة أربعة أشهر أو فرض غرامة مالية لا تقل عن عشرة آلاف ريال، وتكون تحت تقدير وسلطة لجنة الانضباط والأخلاق التي سوف تقرر هل هي عن سوء سلوك ومشاجرة تحت أنظار حكام المباراة. وتغليظ وتشديد العقوبة يعود إلى ما تم تدوينه في تقرير المباراة أو الاكتفاء بتطبيق الحد الأدنى من العقوبات.

أخيرًا كرة القدم رياضة تحتمل الفوز والخسارة، وينبغي على كل من يمارسها التحلي بالروح الرياضية وضبط النفس، فلا تحتمل انفلات الأعصاب والاعتداءات التي يرفضها الاتحاد الآسيوي، الذي دائمًا يتمسك بشعار الروح الرياضية «Fair Play» مؤمنًا بها قولاً وعملاً.