د.نايف الحمد
* عندما غرس لاعب الهلال علي البليهي الراية الزرقاء في منتصف ملعب (مرسول بارك) بعد تحقيق الهلال لتأهل تاريخي لنهائي دوري الأبطال على حساب جاره النصر لم يكن ذلك الفعل مجردًا من سياقات كثيرة شاءت الأقدار أن يكون الرد عليها بتلك الصورة.
* يا له من رد.. اختلف عليه كثيرون، منهم من رآه احتفالاً طبيعياً للاعب حقق مع فريقه تأهلاً قارياً تاريخياً، ومنهم من اعتبره استفزازياً.. لكن الفعل جعل من البليهي ذكرى سترتبط بتاريخ هذه المناسبة وتاريخ ملعب (مرسول بارك).. وسيحفظ التاريخ الرياضي هذه الحادثة ويؤرخها كما فعل في احداث سابقة كمباراة (جحفلي) الشهيرة على سبيل المثال.. غير أن هذه الحادثة شهد عليها القاصي والداني وتابعتها الجماهير العربية والآسيوية وتناقلتها وسائل إعلام عالمية في مناسبة قد لا تتكرر مستقبلاً.
* القصة لم تكن في ليلة المباراة وحسب.. بل بدأت قبل مباراة القرن الآسيوية بأيام عندما سخر حساب نادي النصر الرسمي في «تويتر» من البليهي (برسم) في توديع النادي للاعبه البرازيلي (بيتروس) فجاء رد البليهي مزلزلاً بعد أن أنجز المهمة هو ورفاقه وأسقطوا الفريق النصراوي على ملعبه.. وعلى طريقة المحاربين غرس الراية في ميدان النزال بعد أن أغرقته أمواج الهلال العاتية واجتاحت أرضه.
* بغض النظر عن مدى رضا البعض من عدمه عن حركة البليهي التاريخية، على المتابع المنصف أن لا يُخرِج تلك الحركة من سياقها، فقد مارس النصراويون الاستفزاز مع النجم البليهي من حساب النادي الرسمي إلى اللاعب حمدالله وانتهاءً بالمدير التنفيذي للنادي حسين عبدالغني، وقد شاهدنا كيف أن بعض لاعبي النصر كانوا يحاولون بكل قوة إبعاد عبدالغني ومنعه من الاحتكاك مع لاعبي الهلال في منظر مخجل! ومن المضحك أن يتبادل الإداري واللاعب الأدوار، ليقوم اللاعب مشكورًا بتهدئة الإداري! كل ذلك حدث قبل أن يقوم البليهي بغرس تلك الراية!
* رسالتي لأولئك الذين انبروا للهجوم على البليهي: هل حاسبتم أنفسكم قبل أن تحاكموا البليهي؟! علماً أن الحركة لا تنطوي على أي ممارسة خاطئة بحسب الأنظمة والأعراف الرياضية.
نقطة آخر السطر
* في مساء 19 أكتوبر كان للمجد موعد مع الهلال عندما وقف بصلابة على أرض (مرسول بارك) وأبعد منافسه خارج حسابات البطولة الآسيوية وأعلن تأهله المعتاد للنهائي الآسيوي.
* في تلك المباراة قدم الفريقان عطاءً زاخراً بالكفاح وأجادا في رسم صورة جميلة للكرة السعودية، وكانت الغلبة في النهاية للأقل تأثراً بالضغوط، المتمرس في مثل هذه المواجهات الحاسمة.
* لازال الزعيم العالمي يبرهن على أنه فخر الكرة السعودية وابنها البار القادر على إبقاء الراية الخضراء خفاقة (وغرس رايته الزرقاء) في كل ملعب تطؤه أقدام لاعبيه.