واس - الرياض:
شباب وفتيات شغلتهم كثيراً قضايا البيئة والاستدامة، فتوحّدت جهودهم تحت مظلة جمعية التنمية البيئية (فسيل)، وأضحوا أعضاء مؤسسين في هذه المنظمة غير الهادفة للربح؛ فوجدوا ضالتهم المنشودة، وبدأوا يسهمون بالريادة في التوعية وتحقيق الأثر المجتمعي نحو الاستدامة البيئية.
وفي هذا السياق قال صاحب السمو الأمير مشاري بن تركي بن جلوي رئيس مجلس إدارة جمعية التنمية البيئية (فسيل): «إنه من خلال تجربتنا في الجمعية وقبلها، وجدنا طاقة كامنة في الشباب، لكنهم كانوا يفتقدون للقنوات والمنصات التي يستطيعون من خلالها إحداث الأثر، وكان من أهدافنا تعزيز مبادئ التمكين والريادة الاجتماعية نحو الاستدامة البيئية لدى الشباب، القائمة على أهداف سامية ينطلقون منها لتأسيس مبادرات مختلفة مع ضمان عوامل الاستدامة العملية والمالية للجهة»، مضيفاً أن تعزيز مبدأ الريادة الشبابية وتمكين الشباب من العوامل المهمة المحققة للأثر خصوصاً اليوم في ظل التوجه العام للدولة في نطاق تحقيق مبادئ التنمية المستدامة ومبادرة السعودية الخضراء والاقتصاد الدائري للكربون.
من جانبه بين نائب رئيس مجلس إدارة جمعية التنمية البيئية (فسيل) خالد بن أحمد الغامدي، أن أهمية البيئة تكمن في كونها تتضمن جميع العناصر الضرورية لحياة الإنسان بشكل خاص، وللكائنات الحية على وجه العموم، وهي تمس جودة الحياة والبنية التحتية الاقتصادية والأمنية في المملكة، فعلى سبيل المثال ينضوي تحت البيئة سلاسل الإمداد المتعلقة بالغذاء والمياه والطاقة والإنتاج المستدام، ومما يثلج الصدر ما نرى من اهتمام كبير بالبيئة سواء على مستوى الدولة ضمن المشاريع التنموية أو حتى على مستوى الأفراد، ومن أبرز المبادرات البيئية التي تعكس ذلك النهج الإيجابي هي مبادرة السعودية الخضراء. بدوره يحكي المسؤول الأول عن المشاريع في (فسيل) المهندس حسام السنان قصته مع البيئة، قائلاً: «بدأت منذ 2009، حينما شاهدت أثناء رحلة الغوص في الخليج العربي تلوث المناطق وتغيرها باستمرار بسبب الملوثات، وعليه استلهمت من خلال دراستي في الخارج أفكاراً تخص البيئة لكي أسهم بدوري في الحفاظ عليها، وتوصلت إلى مبادرة بسيطة وهي تقنين استخدام مياه الشرب في العبوات البلاستيكيه واستبدالها بعبوات قابلة لإعادة التدوير، وبهذا استطعت تقليل استخدامي للعبوات البلاستيكية. وبحثت عمن يشاركني هذا الاهتمام، فالتقيت بالزملاء والزميلات في الجمعية، وتوحدت رؤانا وأهدافنا التي من ضمنها تقديم أعمال تترك أثراً على مستوى الفرد والمجتمع وتدعم جهود المملكة في مشروع السعودية الخضراء وغيرها من المبادرات المتعلقة بالبيئة».
من جهتها تروي العضو المؤسس، عضو مجلس الإدارة في (فسيل)، لينة بنت عبدالله العميل قصة اهتمامها بالبيئة قائلة: كلفت بمشروع صغير عن إدارة النفايات في المملكة، وعند البحث اكتشفت حجم النفايات الكبير في المملكة، شدني الموضوع وبدأت أتحدث عن اهتمامي بالعمل في هذا المجال لإيجاد الحلول التي تقلل من تلك المشكلة وغيرها، ومن هنا تعرفت على جمعية فسيل التي انضممت إليها على الفور، وهذه الخطوة المهمة مهدت لي الطريق للإسهام في تقديم مبادرات وأعمال على مستوى المجتمع والوطن للمحافظة على البيئة، مشيرة إلى أنها دائماً تدعو الناس إلى الخروج لأماكن طبيعية للتعرف عليها أكثر، وما تعني لهم وكيفية تأثيرها في الصعيد الشخصي.
وبدأت قصة العضو المؤسس في الجمعية أريج الحصان مع البيئة منذ الصغر «حينما كنا نذهب مع والدي إلى الأماكن العامة، وبعد الانتهاء من اللعب يأمرنا بأن ننظف المكان، ونجعله أفضل مما كان، وكبرتُ وكبر معي هذا الشغف بالبيئة، وضرورة أن تكون الأماكن الطبيعة خالية من المخلفات وأن تتسم بالتشجير والخضرة، وفي المرحلة الجامعية بدأت بالتفكير بكيفية توعية الناس والمجتمع، وأهمية البيئة لنا وللأجيال التي ستأتي بعدنا، والحمد لله انضممت إلى مجموعة من الزملاء والزميلات الذين يشاركوني نفس الاهتمام والشغف، وهم أعضاء جمعية فسيل، فكان هدفنا أن نترك أثراً على مستوى المملكة خصوصاً والكوكب عموماً».
وأوضحت العضو المؤسس، عضو مجلس الإدارة في (فسيل)، منار بنت إبراهيم الصقعوب، أن الشباب يستطيعون الإسهام في الحفاظ على البيئة من خلال البحث عبر الإنترنت عن المجالات المختلفة التي تهمهم والمبادرات المتوافرة محلياً أو دولياً، أو من خلال النوادي الطلابية إذا كانت متوافرة في المكان الذي يقطنون فيه، إضافة إلى البحث عن النوادي أو الجمعيات التطوعية المهتمة بالبيئة، فالطرق التي نستطيع من خلالها الإسهام في التنمية البيئية كثيرة، مبينة أن المطلوب هو البحث والتواصل مع الأشخاص ذوي الاختصاص. فيما أفادت العضو المؤسس، مدير إدارة العلاقات العامة والتسويق بالجمعية مها بنت إبراهيم أبو بكر، أنه بالإمكان أن نحافظ على البيئة بالبدء بيومياتنا وسلوكياتنا، مثل إعادة التدوير ووضع المخلفات في الأماكن المخصصة والاهتمام بالنظافة العامة، لكيلا نسبب أضراراً في البيئة التي لا يقتصر آثارها على المستوى الفردي فحسب، بل على الكوكب ومن يعيش عليه عموماً.