ابراهيم سليمان الوشمي
كم لأيام الصّبا والشباب من ذكريات ماتعات باقيات، كنّا في الحارة وبين الجار وجاره, لهو ولعب ومرح وفراغ نقضيه مع أقراننا في حارتنا القديمة الجميلة, لنا أمانٍ وآمال مع لعبنا في الرمال:
تذكرت ذاك الزمان الجميلَ
وكنا صغاراً بعمر الزهر
نروح ونغدو بخفي حنينٍ
ونبني قصوراً بدون حجر
ونركض خلف فراشٍ يطير
ونرسم نخلاً كثير الثمر
ونمرحُ حتى يحين المغيب
ونفرح حين يطلّ القمر
ثم كبرنا, وكبرت آمالنا وطموحاتنا, وفي المدارس تعلمنا وواصلنا تعليمنا حتى تخرجنا، ثم كانت الوظيفة وبعدها الزواج فرزقنا الله بالمال والولد فله الحمد والشكر.
أين أصدقاء الصبّا وجيران الحارة؟ لقد تفرقّت بهم السبل، وقد قضينا معهم أجمل الأيام وأسعدها ولم يبق لنا ولهم إلا الذكريات الجميلة، نتذكرها كالأحلام وتزورنا في المنام:
فيا ليت ما مر من ذكريات
تعود مواثل ملء البصر
ويا ليت ذاك الزمان يعود
زماناً جميلاً بكل الصور