تُعَدُّ حديقة الملك سلمان أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- في شهر رجب 1440هـ (مارس 2019م) بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة مؤسسة حديقة الملك سلمان -حفظه الله- بهدف المساهمة في تقديم خيارات متنوعة رياضياً وثقافياً وفنياً وترفيهياً لسكان الرياض وزوارها، والمساهمة في تحسين جودة الحياة في المدينة.
وتقام «حديقة الملك سلمان» على مساحة تتجاوز 16 كيلو مترًا مربعًا، وتتميز بموقعها المحوري في مدينة الرياض الذي يرتبط بعدد من طرقها وشرايينها الرئيسية، وبمشروع الملك عبد العزيز للنقل العام (القطارات والحافلات)، وتقدم الحديقة مجموعة واسعة من الخيارات والأنشطة النوعية لسكان المدينة وزائريها، حيث تضم مناطق خضراء ممتدة وساحات مفتوحة تزيد مساحتها عن 11.6 كيلومتر متر مربع، إضافة إلى مسار دائري للمشاة بطول 7.2 كيلو متر، ومنطقة «الوادي» التي تتوسط الحديقة ومجموعة من العناصر المائية والمعالم والأيقونات الفنية، وستُسهم الحديقة بدورٍ كبير في زيادة الغطاء النباتي في المنطقة ورفع مُعدّل نصيب الفرد من المساحات الخضراء ممّا ينعكس بشكل مُباشر وإيجابي على جودة البيئة والمناخ.
باعتبارها أكبر مساحة خضراء في مدينة الرياض، وموطن لأكثر من مليون شجرة، سوف ترفع من جودة بيئة المدينة عبر خفض درجة الحرارة وتخفيف التلوث الضوضائي، وتحسين جودة الهواء؛ كما ستقلل الحديقة عبر غطائها النباتي الواسع ما يقارب 385 طنًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، مما سيسهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر وكذلك أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
ستسهم حديقة الملك سلمان أيضًا في التصدي لتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي عبر التركيز على استخدام التصاميم الصديقة للبيئة، والاستفادة من أحدث ابتكارات أنظمة إدارة المياه والتكنولوجيا والطاقة، واستكشاف الفرص المتاحة لتسيير نموذج «الاقتصاد الدائري» للنفايات عبر حلول إعادة التدوير المتجددة كما تهدف إلى الحد من استهلاك الطاقة عبر أنظمة صديقة للبيئة والاعتماد على الموارد البيئية الطبيعية.
كما تشتمل الحديقة على «المجمّع الملكي للفنون»، والذي يضم المسرح الوطني، ومسرحاً خارجياً في الهواء الطلق، إلى جانب مجمع للسينما، وأكاديميات ومعاهد للفنون، إضافة إلى «جناح الزوار» الذي يعد بمثابة مركز تعريفي - بيئي - ثقافي، يشتمل على معروضات تفاعلية عن الحديقة، ومنافذ لبيع الأطعمة والمشروبات، إلى جانب منطقة مخصصة لمشاتل الأشجار والنباتات، ومناطق وساحات مفتوحة.
ويقام ضمن مشروع الحديقة، مجموعة من المرافق السكنية والمكتبية والتجارية والفندقية، إلى جانب منشآت المرافق والخدمات العامة، التي تتمثل في: المساجد، والمراكز الصحية والتعليمية والاجتماعية وطرق الخدمات وممرات للمشاة ومباني مواقف السيارات التي تتوزع في أطراف الحديقة.
تنبع رؤية حديقة الملك سلمان من الثقة بأن مدينة الرياض هي عاصمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، والتي تمّر بمرحلة تحوُّل كبرى لتحقيق طموحات المدينة بمضاعفة عدد سُكّانها لتُصبح واحدة من أفضل 10 مُدُن صالحة للعيش وتنافسية في العالم بحلول عام 2030؛ من خلال تحقيق توازن المُعادلة بين القُدرة التنافسيّة والمعيشة الحضريّة بإدارة الكثافة السُكّانيّة من جانب والتأثير إيجابيًا على جودة ونوعيّة الحياة من الجانب اللآخر، لتُصبح حديقة الملك سلمان الرئة الخضراء التي تنبض بالحياة في مدينة الرياض، ولتُشكّل الوجهة الطبيعية والثقافية والترفيهية الأمثل للسكان والزوار.